تم مؤخرا بفاس، تنظيم ندوة علمية تكريما للمسار الفكري المتميز للباحثة المصرية الراحلة الدكتورة عائشة عبد الرحمان ( التي عرفت بتوقيعها المستعار في بدايات حياتها الأدبية والعلمية، الذي هو « بنت الشاطئ» ). ونوه المتدخلون خلال هذا اللقاء، الذي نظم بمناسبة الأسبوع الثقافي المصري بالمغرب، بالفكرالشمولي لدى الراحلة عائشة عبد الرحمان «بنت الشاطئ»، التي درست أجيالا من الطلبة المغاربة بفاس. وأجمعت ثلة من الجامعيين في الندوة التي نظمت بدعم من وزارة الثقافة على فرادة المسار الفكري للراحلة التي نذرت نفسها لطلب العلم والكفاح المضني من أجل تحصيل المعرفة في وقت كان يقتصر فيه دور المرأة العربية على المنزل. وأشار المشاركون الى أن الفقيدة عائشة عبد الرحمان، التي ولدت بدمياط بمصر سنة1912 وتوفيت سنة 1998، قد كرست حياتها للبحث والكتابة في قضايا الفكر الإسلامي معتبرين أن اسهاماتها ستظل علامة مضيئة للمرأة المسلمة المعاصرة، ورصيدًا فكريًا خالدا في الساحة الثقافية الإسلامية. وأبرزوا أن الدكتورة عائشة عبد الرحمان تمكنت من أن تحتل مكانة علمية متميزة وذلك نظراً لجمعها بين دراسة كل من العلوم الإسلامية وعلوم اللغة العربية مما جعلها تنبوأ العديد من المناصب العلمية المتميزة. وخلفت «بنت الشاطئ» تراثا غزيرا يربو على الأربعين كتابًا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، فضلا عن مؤلفات في الدراسات القرآنية والإسلامية أبرزها «التفسير البياني للقرآن الكريم»، و«القرآن وقضايا الإنسان» و«تراجم سيدات بيت النبوة». لكن، لعل أهم إنجاز عربي ومغربي قامت به الراحلة خلال إقامتها الطويلة بالمغرب، إلى الحد الذي جعل من فاس موطنها الثاني، هي عثورها على نسخة مفقودة لواحد من أهم كتب أبي العلاء المعري، ضمن مخطوطات جامع القرويين. وهو كتاب « رسالة الصاهل والشاحج»، الذي يعتبر كتابا يوازي من حيث أهميته كتابه الآخر «رسالة الغفران». وكتاب « رسالة الصاهل والشاحج»، هو محاورة بين بغل وحمار، في إسطبل قاض من قضاة ممالك الشرق، وفيه روعة محاورة جد عميقة وآسرة، وكان الكتاب قد اعتبر من الكتب المفقودة، قبل أن تقع عليه الباحثة المصرية الراحلة عائشة عبد الرحمان.