إذا صدقنا بعض وكالات الأنباء العربية، فقد انطلقت يوم أمس (الاثنين 28 دجنبر)، في محافظة الغربية المصرية، فعاليات منتدى عربي يشارك فيه اختصاصيون دوليون، منتدى لا يخلو محوره من غرابة بالنسبة للجاهلين بقضايا النحل والنحالين، علما أن هؤلاء الأخيرين ليسوا سوى مربي النحل، رغم أن كلمة ومهنة نَحّال لا أثر لهما ضمن صفحات «لسان العرب». يتعلق الأمر، حسب ذات المصادر الصحفية، ب «المنتدى الدولى الأول للنحالين المصريين»، الذي ينظمه «اتحاد النحالين العرب»، بتعاون مع «جمعية مربى النحل بالغربية» وباقي جمعيات النحالين بمصر، والذي سيحضره عدد كبير من العلماء والباحثين والنحالين المتخصصين بالمؤسسات العلمية والبحثية من جميع أنحاء العالم. وبغض النظر عن شعار المنتدى (مستقبل أفضل لصناعة نحل العسل)، وعن المحاور التي سيناقشها (نجاحات تربية نحل العسل والأساليب الحديثة للنهوض بها، مستجدات أمراض نحل العسل ومستجدات جودة وتسويق منتجاته العسلية)، فإن تأمل لائحة الدول المشاركة فيه تستدعي التوقف عند مكوناتها. ثمة بالطبع، من بين الدول العربية الأربع عشرة والدول غير العربية الثلاث المشاركة، كل من مصر، البلد المحتضن، المغرب، تونس، ليبيا، السودان، المملكة العربية السعودية، الكويت، سوريا، لبنان، الأردن، اليمن، سلطنة عمان، فلسطين، فرنسا، تركيا والولايات المتحدةالأمريكية (جامعة بنسيلفانيا). لكن ثمة كذلك، ضمن الدول المشاركة في منتدى النحل والنحالين، «الأخ اللدود» للقاهرة منذ إقصاء فريقها الوطني من المشاركة في نهائيات كأس عالم إفريقيا الجنوبية، أي... الجزائر! حسنا فعل إذن «اتحاد النحالين العرب» حين حاول إصلاح ما أفسدته كرة القدم وعدم الاكتراث بأصوات الداعين إلى مقاطعة الجزائر مصريا، وحسنا فعل أيضا المهندس المصري إبراهيم ماضى، رئيس الاتحاد، وهو يؤكد للصحافة، مجيبا عن سؤال حول مشاركة الجزائر في المنتدى، بأنه «ليس لنا أي علاقة بالأمور السياسية وتربطنا علاقات وطيدة مع الجانب الجزائري، وقد وجهوا لنا الدعوة لحضور بعض الندوات والمؤتمرات بالجزائر». لكن حكمة النحالين هذه خلفت ردود فعل متناقضة في أوساط رواد شبكة الإنترنيت المصريين والجزائريين. فثمة فريق كتب «والله برافو، الحمد لله أن العقل مازال يشتغل، لعن الله دعاة المقاطعة بين مصر والجزائر، والأحرى أن نقاطع إسرائيل». لكن البعض لم يستسغ مضمون هذا الكلام، بل فضل استمرار «الحرب الكلامية». هكذا علق مصري على الحضور الجزائري في الغربية كاتبا: «لا تغردوا خارج السرب... فيروس أنفلونزا الجزائر مازال يهاجمنا»، بينما ذهب جزائري إلى حد كتابة: «أقل وصف يوصف به الوفد الجزائري هو الخيانة»! ثمة، بكل تأكيد، عسل فاسد في جغرافية العرب، عسل بطعم مرارة وهم «الشعب العربي الواحد» من «المحيط الهادر إلى الخليج الثائر!».