كان اللقاء ساخنا زادته حميمية الرفاق سخونة، خصوصا وأنهم يؤسسون لمشوار نضالي جديد، لم يسبق أن شهدته ساحة سياسية أخرى في العالم! التفكيرفي المدينة التي تضمهم ، كان موضوع المائدة المستديرة التي جمعتهم في هذا «العرس الفكري». مجموعة من الاقتراحات كانت تتراقص بين الأفواه ، منها أساسا مسألة الانخراط في تعزيز «الرفاقية» لتجاوز المثبطات التي تتخبط فيها المدينة، والتي جعلتها تفقد هويتها ورونقها، وتؤثر على مكانتها. «الغيرة » على المدينة جعلت الجمل مبتورة بين «الرفاق»، كل واحدة عبرت عن نوع خاص لهذه «الغيرة». تقاذفت العبارات على المسامع، وكانت حصيلة الشتات اللفظي ما يلي: أنا أخذت التنسيق لأحمي مصالحي. واجب الانخراط يجب أن توازيه مساهمات مالية مهمة. اللقاء القادم يجب أن يكون معززا بالشيخات. «أنا ماكيشرفنيش نبرك معكم». «أنا وحدي مسؤول عن الانخراطات لأنني رئيس لجنة الانتخابات». «أنا ما متافقش معكم»... «انشغالات» عديدة أثثت محادثات «الرفاق» ، مما جعل الاختلاف والمؤاخذة يشكلان عنوانا رئيسيا ل « المائدة المستديرة» ويطبعان الفضاء، في هذا الوقت كانت أمواج البحر «تعانق» الجنبات وكأنها غاضبة على اللقاء، وربما تشارك المجتمعين في الغضب و«الهموم»، لأنها الشاهد الاول والأبدي على «وسخ» المدينة وبرودتها... صيحات من المائدة، أثارت إشكاليات المهام وتحديدها، قمعتها أخرى ، معللة صراخها بأن اللقاء محدد في نقطة واحدة، وهي الانخراط، وليس في تحديد المهام بالمدينة او غيرها من النقط! من يدري قد يأتينا التغيير من قاع البحر، لننقذ المدينة؟! فلأول مرة فعلا ، وهو تأسيس جديد للعمل السياسي العالمي، نجد فيه «رفاقا» يضعون مشاريع للناس في «مقر البحر»!! المهم هو الفكرة ، ولا تأخذوا «الرفاق» بألسنة كلامهم المبتور الوارد آنفا!