بدت باحة كلية الآداب والعلوم الإنسانية صبيحة الجمعة الماضي، وكأنها تستعيد ذكرياتها ، من خلال الوجوه التي قادها الحب والامتنان للقاء أحد أعلام هذا الصرح العلمي والتربوي وهو الأستاذ محمد جسوس الذي كرمته مجموعة الأبحاث والدراسات السوسيولوجية ، عبر تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع «قراءة في كتابات ومسار محمد جسوس». لكن الرجل كان دائما شديد الحذر من نشر أبحاثه.يقول أحد تلامذته قبيل انطلاق الجلسة الافتتاحية التي تأخرت بعض الوقت انتظارا لحفيظ بوطالب رئيس جامعة محمد الخامس أكدال ،القادم من الصين رأسا إلى تكريم محمد جسوس رفيقه في النضال في السياسة والبيداغوجيا ،كما سيفصل بوطالب في كلمته. في مدرج الشريف الإدريسي امتلأت كل المقاعد بتلاميذ ورفاق وزملاء الأستاذ جسوس أو كما يحلو لبعضهم أن يطلق عليه اسم «أب السوسيولوجيا في المغرب» . افتتح الجلسة عميد كلية الآداب السيد عبد الرحيم بن حادة،الذي تحدث في البداية عن أهمية تكريس ثقافة الاعتراف، وأشار إلى أن مبادرات التكريم تدخل في سياق هذه الثقافة وهي سنة حميدة بدأت الكلية تنهجها منذ سنوات. واعتبر المائدة المستديرة عرفانا وتكريما للجهود التي بذلها محمد جسوس في المجال السياسي والتربوي والعلمي. أما مع حفيظ بوطالب رئيس جامعة محمد الخامس أكدال ،فستأتي ذكريات زمن بداية النضال بالعودة إلى سنوات السبعينيات، حيث تعرف إلى الرجل في مواطن كثيرة وتقاطعت اهتماماتهما عند مجالات متعددة «لقد تعرفت إلى الرجل في النقابة الوطنية للتعليم العالي،ثم جمعتنا حلقات النضال في حزب عتيد هو الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .وقد علمني الكثير بطريقة إصغائه وكيفة تقديم خلاصات النقاش ،فنحن لم نكن أنذاك نهتم بخلاصات النقاش ، كنا نهتم بآرائنا فقط لكن جسوس كان يأخذ الوقت لينصت لهذا وذاك.لقد كان هو الجامع الشامل لخلاصاتنا ونقاشاتنا « وأعلن رئيس الجامعة بالمناسبة أنه سيتم إطلاق اسم محمد جسوس على إحدى قاعات الكلية. أما إدريس بن سعيد فقد تمنى على محمد جسوس نشر أطروحة دكتوراه السلك الثالث نظرا لأهميتها وراهنية بعض قضاياها، واعتبر رئيس مجموعة الأبحاث والدراسات السوسيولوجية أن أعمال وجهود محمد جسوس جعلته مؤسسا لمدرسة سوسيولوجية أقلقت بأسئلتها وطريقة اشتغالها جهات معينة. وفي اللقاء الذي نشرته اليومية الإسبانية واسعة الانتشار ، عادت رشيدة داتي إلى ذكريات الطفولة ، والرحلات السنوية التي كانت خلالها تقطع إسبانيا باتجاه المغرب ، لقضاء عطلة الصيف ، لمدة أربعة أيام وداخل سيارة مع إخوتها الأحد عشر :« أنا أعشق إسبانيا ، كنا سنة نسافر عبر مدريد ، وأخرى عبر الطريق الساحلي ، وعندما كنا نضل الطريق كان هناك من يتطوع لمساعدتنا على سلك تلك المؤدية إلى المغرب» تقول رشيدة مضيفة أن هذه الرحلات مكنتها من الاطلاع على التطور الذي كان يجري في إسبانيا سنة بعد أخرى . وعن سؤال يتعلق بديانتها ، قالت رشيدة إنها تعتبر نفسها فرنسية وولدت بفرنسا وأن ديانتها مسألة شخصية ، مضيفة أنها كفرنسية لم يسبق لها أن ارتدت الحجاب ولم تكن هذه المسألة مطروحة بالنسبة إليها .