عودة أمينتو إلى المغرب جاءت بعد مخاض غير قصير، وتقاطعت فيه الاتصالات بين أطراف دولية عديدة وعلى أعلى مستوى، وقد كان واضحا منذ البداية أن الرباط ترفض عودتها بدون شروط . وفي هذا الإطار أوضحت مصادر متطابقة أن اتصالات عديدة جرت بين المغرب، إسبانيا، والولايات المتحدة وفرنسا، أفضت في الأخير إلى إبرام اتفاق يسمح بموجبه المغرب لأمينتو بالعودة. هكذا، وفي ساعة متأخرة من ليلة الخميس، حطت بمطار العيون طائرة قادمة من جزيرة لانزاروتي وعلى متنها أمينتو حيدر، التي، حسب وزارة الداخلية، «استكملت الإجراءات المعتادة لدى مصالح الشرطة والجمارك» قبل أن تغادر المطار حيث كان في استقبالها بعض أفراد عائلتها. وزارة الداخلية، وفي بلاغ رسمي، أوضحت أن عودة أمينتو، جاءت لاعتبارات إنسانية، بعد النداءات المتجددة على الخصوص، لعدد من البلدان الصديقة، قصد إيجاد مخرج للحالة التي وضعت نفسها فيها بإرادتها، بعد أن رفضت في13 نونبر المنصرم استكمال الإجراءات القانونية الجاري بها العمل للولوج إلى التراب المغربي. وقد كان برفقة أمينتو، التي عادت على متن طائرة خصصتها وزارة الخارجية الإسبانية لهذا الموضوع، طبيب إسباني، سمحت السلطات المغربية له بمرافقتها ومعاينة حالتها الصحية في العيون. عودة أمينتو جاءت قبل نحو ساعتين من اللقاء الذي عقده معها وفد حقوقي مغربي، والذي أعلن أنه قام بهذه الزيارة للإطلاع على الوضع الصحي لها وإقناعها«بتقديم طلب لاستلام جواز سفرها المغربي الذي تنازلت عنه بمحض إرادتها». وفي تصريح لجريدتنا من جزيرة لانزاروتي الكنارية، أكد عبد السلام بوطيب أنه، رفقة باقي أعضاء الوفد، أجروا لقاء مع أمينتو هناك بالمطار، قبل نحو ساعتين من مغادرتها، وأن الوفد المغربي الذي كان مرفوقا بطبيبين، الدكتور عبد الكريم المانوزي والدكتور محمد نشناش، عاين وضعها الصحي وأبلغوها بتفاصيل المهمة التي جاؤوا من أجلها والتي تتجلى في دور الوساطة، وفي الحدود القانونية التي تدافع عنها المنظمات الحقوقية المنتمين إليها، وإقناعها بالعودة إلى المغرب. وأضاف أن اللقاء معها كان وديا رغم محاولات بعض مساندي البوليساريو التشويش على اللقاء. أنظر تفاصيل المحادثات السرية التي أفضت إلى السماح بعودة أمينتو في الصفحة 3