في اليوم الاول من مؤتمر كوبنهاكن حول المناخ وقفت شابة من جزر «فيجي » أمام المؤتمرين تطالب بإنقاذ بلدها من الغرق ، «إني اناشد المؤتمر ومن خلاله صناع القرار توقيع اتفاق يجعل أبنائي يرثون عالماً يتسم بالأمان، إن جميع آمال وأحلام جيلي مرهونة بما سيتمخض عنه مؤتمركم هذا... » ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع مناسيب البحر ستجعل من جزر «فيجي » ودول عديدة صغيرة المساحة تنتشر في المحيطات ، ستحولها الى مجرد ذكرى في الجغرافيا والتاريخ . امام مؤتمر كوبنهاكن حول المناخ سيناريوهات عدة تتعلق بمستقبل الارض وبالتالي بالكائنات الحية التي تعيش منذ آلاف السنين في يابستها وبحارها وأنهارها . واسوأ هذه السناريوهات هو الاقرب للواقع إذا ما استمر الانسان يتعامل مع بيئته بنفس الطريقة الملوثة التي دأب عليها في نصف الخمسين سنة الاخيرة. من بين فصول هذا السيناريو أن درجة حرارة الارض سترتفع ب 4 درجات ، قد يبدو الرقم صغيرا في العين العادية ، لكن تبعاته جد خطيرة إذ سيحول القارة الافريقية إلى صحراء قاحلة تماما من جنوبها إلى شمالها وسيلتهم البحر سواحل جنوب شرق القارة الاسيوية ويدفع بمئات الملايين من الناس الى الهجرة نحو مناطق أخرى ببقاع العالم ، اما الغابات التي تعد رئة الارض التي تتنفس بها فستتقلص مساحتها بشكل مثير مثل أدغال الامازون وآسيا ... في اليوم الاول من المؤتمر وقفت شابة من جزر فيجي تسمى «ليه ويكهام» أمام المؤتمرين تطالب بإنقاذ بلدها من الغرق ، «إني اناشد المؤتمر ومن خلاله صناع القرار توقيع اتفاق من شأنه جعل أبنائي يرثون عالماً يتسم بالأمان، إن جميع آمال وأحلام جيلي مرهونة بما سيتمخض عنه مؤتمركم هذا... » . قالت ويكهام وهي طالبة تنتمي لمنظمة السلام الاخضر ان ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع مناسيب البحر ستجعل من جزر بلادها ودولا عديدة صغيرة المساحة تنتشر في المحيطات ، ستحولها الى مجرد ذكرى في الجغرافيا والتاريخ . و أرخبيل «فيجي » عبارة عن جزر عددها 332 جزيرة تقع في الجزء الغربي من المحيط الهادي (بين نيوزيلندا وهاواي) مساحتها 18 الف كلم مربع ، من المتوقع ان تندثر بعد خمسة عقود من الآن شأنها شأن جزر المالديف وغرينادا مثلا اذا استمر العالم يتعامل باستهتار مع مستقبله. كلمة البلدان الصغيرة في المؤتمر لخصتها الجملة/ النداء «أنقذونا من الاحتراق والغرق» ، إذ أن سرعة الخطين المتوازيين في مناخ الارض ترتفع سنة بعد أخرى : ارتفاع درجة الحرارة ، وارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات، ففيما تهدد الاولى الغابات بالاحتراق والاراضي بالتصحر، تهدد الثانية الجزر والسواحل بالغرق. خارج مقر المؤتمر نصب أحد النحاتين تمثالا معبرا يمر أمامه المؤتمرون إلى قاعة المؤتمر ، تمثال لحورية البحر مصنوع من الثلج يذوب تدريجيا لحظة بعد لحظة من المتوقع ان «يلفظ ثلجه» قبل اختتام الاشغال ، تماما كما هو السيناريو الاقرب الى الواقع الذي يرسمه المتخصصون بشأن مستقبل كوكبنا ...الارض.