بعد نتائج الاستفتاء الذي أكد أن أغلبية السويسريين مع حظر إنشاء مآذن جديدة، بين استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما، الخميس الماضي، أن آكثر من 40 % من الفرنسيين ضد بناء المآذن و المساجد، معتبرين الإسلام مثيراً للقلق. وهي المعطيات التي من شأنها أن تعمق مشاعر الخيبة والاستياء لدى المسلمين في العالم، بالنظر إلى التنامي السريع لهذا الهلع غير المبرر إزاء دين عظيم، وكذلك إلى الانعكاسات العامة التي يمكن أن تترتب عن هذا العداء المتزايد للآخر. نعم، إن صورة الإسلام قد تأثرت بما تقترفه بعض التيارات الأصولية من فعل إرهابي يهدد البلاد الإسلامية والعالم، لكن ذلك لا ينبغي أن يحجب عنا كون التطرف ليس فقط صناعة عربية أو إسلامية، بل هو وليد كل نزوع متشدد لدى معتقدات وأنظمة سياسية وفكرية متعددة. لذلك، يأمل المسلمون في كل بقاع المعمور، أن يجدد العالم نظرته الى الإسلام، مستحضراً قيمه الكبرى وإسهامه الأساسي في إثراء الحضارة الإنسانية، مثلما يتوقون إلى الاحتكام الى العقل لكبح جماح التشدد مهما كان مصدره. الحكمة لا الاندفاع والغرائز، هي التي تجعل فكرة التعايش ممكنة، والعالم سمحاً وأليفاً.