أكد استطلاعان للرأي أجراهما معهدان فرنسيان متخصصان لفائدة كل من «قناة كنال+» وصحيفة «لوفيغارو» اليمينية أن %41 من الفرنسيين يعارضون بناء المساجد و%46 يساندون صدور قانون يمنع المآذن. وحسب نتائج الاستطلاع، فإن %44 من الفرنسيين يعتبرون الاسلام ديانة تثير القلق أكثر من باقي الديانات والمعتقدات. واعتبر مسؤول معهد «إيغوب» المشارك في الاستطلاعين المذكورين أن هذه النتائج توضح أن المجتمع الفرنسي يجد صعوبة في تقبل مظاهر التعبير عن ديانة مختلفة داخل الفضاء العمومي. وبالمقارنة مع استطلاع للرأي حول نفس الموضوع أجري سنة 2001، مباشرة بعد هجمات نيويورك وواشنطن، يتضح أن عدد الرافضين لبناء المساجد في فرنسا قد ارتفع بشكل ملموس، حيث كانت هذه النسبة قبل 8 سنوات في حدود %22. وتأتي نتائج هذا الاستطلاع بعد أيام قليلة من الاستفتاء المثير للجدل الذي جرى في سويسرا، والذي قال فيه %57,5 إنهم يؤيدون منع مآذن في سويسرا، مما أثار ردود فعل قوية في العالم. وتؤشر هذه المعطيات على تزايد الرفض الاوربي للاسلام، ديانة وثقافة وسلوكا الذي من أبرز مظاهره تنامي نفوذ اليمين واليمين المتطرف في القارة العجوز، والذي يجعل من رفض وجود المهاجرين، المسلمين على الخصوص، حصان طروادة لكسب المزيد من الانصار. ويخشى مختلف المراقبون فشل كل الجهود التي بذلت وتبذل لتسويق إسلام معتدل وحداثي في الغرب، مما يوسع الهوة بين الطرفين وينذر بمواجهات قد تخرج عن نطاق السيطرة.