في آخر شطحاتها الدولية.. أقدم التنظيم الانفصالي للبوليساريو على توجيه دعوة للعسكر الإسباني بمعاودة احتلال الصحراء.. وجاءت هذه الخرجة ضمن تصريح صادر عن عضو الأمانة العامة لتنظيم الانفصاليين محمد السالم ولد السالك طالب فيه بتحمل إسبانيا لمسؤوليتها التاريخية بالصحراء ومعاودة الرجوع للحالة التي كانت عليها المنطقة قبل عام 1975 بمد عسكري. ووضعت ذات التصريحات البولساريو في موقع حرج نظرا لعدم وجود حسابات لدلالاتها الخطيرة والمفندة للطروحات الزائفة التي يقدم فيها الانفصاليون أنفسهم كمحررين ومقاومين لما يعتبرونه ضمن رواياتهم المغلوطة احتلالا ترزح تحته الصحراء، حيث من المنتظر أن تطرح هذه الدعوة الغريبة نفسها للنقاش على أكثر من صعيد، خصوصا بصالونات التآمر للجيش الجزائري. وأتت دعوات ولد السالك لتضرب في عمق دينامية العصر الحديث والألفية الثالثة التي يعيش تحت تأثيرها العالم، إذ في الوقت الذي لم يعد فيه مكان للاستعمار عبر ربوع الكون، عدا ثغور شمال المغرب والأراضي الفلسطينية، تطل الأصوات النشاز للانفصاليين الناشطين فوق التراب الجزائري للدعوة إلى إعادة تنفيذ مخطط إمبريالي كولونيالي كانت قد أقدمت عليه إسبانيا في ظلمات القرن المنصرم. وتجدر الإشارة إلى أن الأصوات الوحدوية الوطنية وكافة الضمائر الحية بمختلف بقاع العالم كانت قد جاهرت بفضح المؤامرات التي تتعرض لها وحدة المغرب من قبل البوليساريو ومسانديهم، إذ سطروا ضمن أزيد من موعد على الفكر الاستعماري التفتيتي الذي يخطط لإنشائه جنوب المغرب خدمة لأهداف لا هم لها إلا معاداة المملكة وشعبها المتطلع للتنمية والرقي.