أثارت تصريحات اللاعب المصري محمد صلاح، مهاجم فريق ليفربول الإنجليزي، خلال مقابلة تليفزيونية حديثة، بشأن اتحاد الكرة المصري السابق، ردود فعل متباينة، وصلت إلى مكتب النائب العام في صورة بلاغ من أحد المحامين. وتقدم أمس الثلاثاء المحامي سمير صبري ببلاغ للنائب العام ضد رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق وأعضاء المجلس، للتحقيق فيما اشتملت عليه تصريحات صلاح بشأن سوء أداء الاتحاد في بطولة كأس الأمم الأفريقية، وذلك خلال مقابلة أجرتها شبكة سي إن إن الأمريكية مع اللاعب المصري. وقال صبري، بحسب بيان له نقلته العديد من الصحف المصرية، إن صلاح أشار بجلاء إلى “أخطاء جسيمة وإهمال كبير تسبب فيه اتحاد الكرة المصري مما أدى لخسارة فادحة للفريق وخروجه من كأس الأمم الأفريقية، كما أدى لخسائر مادية ومعنوية، وأساء لسمعة الرياضة المصرية في الأوساط الدولية”.
وكان صلاح أعرب عن استيائه من مستوى التنظيم الذي شهدته بطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر هذا الصيف وخرجت منها في دور الستة عشر بأقدام فريق جنوب أفريقيا. سوء تنظيم واشتكى صلاح تحديدا من سوء تأمين اللاعبين في فندق إقامتهم خلال البطولة، وسهولة وصول الجماهير إليهم، وقال: “كنت أجد عندما أخرج من غرفتي نحو 200 شخص حولي. وقالوا لي (أعضاء الاتحاد المصري للكرة) لماذا تشتكي من ذلك؟ أنا أشتكي لأنني إنسان، وأريد أن أكون مع اللاعبين، أريد أن أجلس وأستمتع بحياتي. نحن فريق، ونحب بعضنا بعضا”. ونفى أحمد شوبير، نائب رئيس اتحاد الكرة المصري (الذي تقدم باستقالته وبقية أعضاء الاتحاد عقب خروج المنتخب من البطولة)، هذه الاتهامات قائلا في مداخلة تلفزيونية مع الإعلامي عمرو أديب إنها “لا أساس لها من الصحة”، مؤكدا أن الاتحاد كان حريصا على “توفير أكبر جو من الهدوء ومن الراحة للاعبي المنتخب” داخل المعسكر. كما نفى مجدي عبد الغني، العضو السابق في اتحاد الكرة المصري، في اتصال هاتفي مع بي بي سي، أن يكون قد سمع خلال البطولة شكوى من محمد صلاح، قائلا: “مبدئيا لم أسمع على الإطلاق بشكوى من محمد صلاح، كما لم يتقدم أي لاعب في المنتخب بشكوى، وهذه الانتقادات غير صحيحة وكلام عام”. وأضاف عبد الغني: “وجود رئيس لبعثة الفريق كان سيمنع أي خطأ يحدث، ربما تحدث مع مدير الكرة، وهو على اتصال دائم بالاتحاد”. عمرو وردة “في حاجة لعلاج وإعادة تأهيل” وفي حواره مع شبكة سي إن إن، نفى نجم ليفربول وقوفه وراء عودة اللاعب عمرو وردة المحترف في نادي باوك اليوناني إلى صفوف المنتخب بعد استبعاده على خلفية مزاعم بالتحرش الجنسي. وقال صلاح: “لست أنا مَن أعاده … لستُ المدير الفني … أنا مجرد لاعب … المتحرشون في حاجة لعلاج وإعادة تأهيل لئلا يتكرر الأمر”. وفسر البعض تصريحات صلاح الأخيرة بأنها تمثل تراجعا عن تغريدته إبان البطولة الأفريقية، والتي قال فيها إن العديد من مقترفي الأخطاء قادرون على التحسن و”لا يجب إرسالهم إلى المقصلة مباشرة … علينا أن نؤمن بالفرص الثانية … النبذ ليس هو الحل”. وأكد شوبير في مداخلته التلفزيونية أن صلاح، كونه أحد “أهم لاعبي المنتخب” أسهم في الضغط مع زملائه من أجل عودة وردة، وأن تغريدته في ذلك الشأن “كانت بالاتفاق مع رئيس اتحاد الكرة آنذاك هاني أبو ريدة، وذلك تمهيدا لعودة اللاعب لصفوف المنتخب. وتساءل شوبير مستنكرا: “هل اكتشف صلاح فجأة بعد أربع سنوات زمالة في المنتخب، أن وردة بحاجة إلى العلاج؟” أما عمرو وردة فقال في تعقيب على تصريحات صلاح، نقلا عن صحيفة المصري اليوم: “مع كامل احترامي لصلاح، لست في حاجة إلى تأهيل”. ورأى وردة أن تصرفاته عادية مثل الكثير من اللاعبين، لكن “هناك من يتصيدون لي الأخطاء وبشهادة مسؤولي اتحاد الكرة فإن فيديو التحرش ثبت أنه مفبرك”. وقال شوبير إن تصريحات صلاح عن عدم الانضباط “كلام غير مقبول … كلنا محترمون … كلنا كنا كباتن … كلنا مسؤولون”. خلاف متجدد وليست هذه هي أولى الأزمات بين محمد صلاح واتحاد الكرة المصري؛ فقد بدأت أزمة قبل انطلاق كأس العالم 2018 بمشاركة منتخب مصر، عندما نشر وكيل أعمال اللاعب المصري محمد صلاح، تغريدة على موقع تويتر أكد فيها أن هناك مشكلة كبيرة تواجه اللاعب مع الاتحاد بسبب استخدام صورة صلاح بجوار شعار لشركة اتصالات منافسة للشركة التي تمتلك الحقوق التسويقية للاعب. ونشر الاتحاد المصري صورة لصلاح على الطائرة المخصصة لنقل منتخب مصر لكأس العالم بروسيا، بجوار شعار شركة اتصالات منافسة للشركة التي تمتلك حقوق تسويق اللاعب، والتي طلبت إزالة صورة صلاح من على الطائرة، وعدم استخدام أي صور للاعب في حملات إعلانية في المستقبل بدون الحصول على موافقة اللاعب وممثليه. العرب اليوم