افتتحت بمدينة فاس ، يوم الجمعة ، النسخة ال15 للمهرجان الدولي للثقافة الأمازيغية، حول موضوع “التحديات الجديدة للهجرة في المنطقة الأورو-متوسطية.. الأمازيغية، المرأة، التبادل الثقافي والتنمية”. ويتضمن المهرجان الذي تنظمه جمعية فاس-سايس ومركز جنوب شمال لحوار الثقافات بدعم من مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية والمكتب الوطني المغربي للسياحة، قسمين رئيسيين واحد مخصص للمنتدى الدولي حول موضوع الهجرة، وآخر يهم الأغاني والفنون الأمازيغية. وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال أن المهرجان إن كان يحتفي بالثقافة الأمازيغية وتعبيراتها الفنية وكذا بإسهاماتها المادية واللامادية، فإنه يستحضر علاقات التراث الأمازيغي مع ثقافات شمال إفريقيا وبدور هذه الثقافة في تلاقح ثقافات المنطقة. وقال السيد الأعرج إن المهرجان يشتغل بعمق على إبراز قيم التعايش والسلم والأصل المشترك للحضارة الإنسانية، معتبرا أن عالم اليوم ، المحفوف بمخاطر الصدام ، محتاج إلى إشاعة هذا الوعي وزرعه في مختلف البنيات الفكرية والسلوكية. وأشاد الوزير ، في هذا السياق ، بموضوع الدورة الذي يطرح للنقاش الرصين معضلات العصر التي حددها المنظمون في مشكل الهجرة الناتج عن إشكالية الفقر والهوة التنموية بين الدول، والذي يخلف اضطرابات على مستوى الحدود، ملاحظا أن طرح مواضيع الثقافة والمرأة للنقاش لا يقل أهمية. وذكر بمساهمات هيئات المجتمع المدني في المجهود التنموي الوطني، مما أفضى إلى اعتماد المملكة للديمقراطية التشاركية كجواب للانشغالات التنموية التي تحتاج دائما إلى تدبير أفقي وتوافقي حافل بأكبر ضمانات النجاح، مؤكدا أن المغرب قطع أشواطا هامة في ورش الثقافة الأمازيغية، والتي من تجلياتها تدارس مجلس المستشارين قبل يومين للقانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية والقانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، بعد المصادقة عليهما في الغرفة الأولى من البرلمان. ومن جانبه، اعتبر مدير المهرجان موحا الناجي أن هذه التظاهرة تهدف إلى تعزيز التماسك الثقافي والاجتماعي، وتقوية قيم السلم والحوار بين الثقافات، مضيفا أن التنوع الثقافي ليس عائقا بل محفزا على التنمية السوسيو-اقتصادية والثقافية. وبدوره، أشار رئيس جمعية فاس-سيس حسن سليغوة إلى أن هذا الموعد هو أحد أكبر مهرجانات الثقافة الأمازيغية على الصعيد الوطني، وأن هذه الثقافة متجذرة في أرواح وقلوب كل مغربي وتستمد أصولها من التاريخ الإنساني المغربي وحضارته. وتميز حفل افتتاح النسخة ال15 من المهرجان التي تستمر حتى 14 يوليوز الجاري، بتكريم كل من الكاتب محمد النضالي والأكاديمية أمينة المغاري، اعترافا لإغنائهما الساحة الثقافية للمملكة بكتابات وبحوث وإسهامات في التنمية الثقافية. ويعد المنتدى فرصة للخبراء والباحثين لمناقشة القضايا المتعلقة بالتبادل الثقافي عبر التاريخ والهجرة والثقافة وإسهاماتها في التنمية والحوار الثقافي، وكذا مناسبة ملائمة لتسليط الضوء على التأثير الإيجابي لمساهمة الثقافة الأمازيغية في الحوار بين الثقافات والتنمية البشرية والحفاظ على التراث. وبالإضافة إلى المنتدى، يشمل المهرجان الأحداث الكبرى للأغنية الأمازيغية، من خلال كتاب وشعراء ومطربين من مختلف مناطق المملكة لتكريم هذا التراث الأدبي والفني العالمي.