سيكون جمهور مدينة فاس على موعد مع سلسلة من الحفلات يحييها أكثر من 180 فنان عبر أربع فضاءات في إطار الدورة السادسة لمهرجان الثقافة الأمازيغية الذي ينظم في الفترة من فاتح إلى رابع يوليوز 2010تحت شعار «إنماء المبادلات بين المغرب العربي وأوروبا». وسيستقبل المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة روح فاس بشراكة مع جمعية فاس سايس ومركز جنوب-شمال، فنانين كبار من حجم عموري امبارك وأمينة تاباعمرانت وعبد الله الداودي وتاغراولة الجزائرية ومجموعة شافاراد الإيطالية. ويحتفي المهرجان، الذي ينظم أيضا بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بالأغنية الأمازيغية من خلال شعراء وفنانين أعطوا صورة لامعة عن هذا التعبير التراثي العريق. ويرى المنظمون أن المهرجان، الذي يتواصل تنظيمه منذ 2005، أعطى بعدا دوليا جديدا للعاصمة الإدريسية وقدم نموذجا ناجحا في ما وراء الحدود المغربية من خلال فلسفة الامتزاج الثقافي والأخوة والانفتاح على باقي ثقافات العالم. وفي الشق الأكاديمي للتظاهرة، ستتمحور الفعاليات حول الدلالات التاريخية، الاجتماعية والأنثروبولوجية للتلاقح الثقافي ودور الهجرة في تعزيز المبادلات الثقافية. ويتعلق الأمر ببلورة مقاربة منسجمة تمكن من توطيد قنوات الحوار الثقافي والتماسك الاجتماعي والثقافة الديموقراطية. ومن خلال موضوع «الهجرة والتمازج: المغرب العربي-أوروبا»، ينكب باحثون وخبراء وفاعلون في المجتمع المدني على بحث التأثير الإيجابي للهجرة والحوار الثقافي على السلام والديموقراطية والتنمية المستدامة وحماية التراث. وفي هذا السياق ينتظر الوقوف على القضايا المتعلقة بالهجرة والمبادلات الثقافية ودورها في التنمية والحوار بين أوروبا والمغرب العربي، ملتقى الحضارات، ذي التقليد العريق في التنوع. ويتناول المشاركون في النقاشات المبرمجة خلال المهرجان «الأمازيغية، الهجرة والكتابة»، «التعدد الثقافي بالمغرب العربي في علاقاته بأوروبا»، «التمازج الثقافي في السياق المغاربي» و»الكتابة وأدب الهجرة». كما تتضمن فعاليات المهرجان التفاتة تكريم لعدد من الشعراء والفنانين اعترافا بإسهامهم الكبير في النهوض بالثقافة الأمازيغية.