الدار البيضاء – قالت كريستيل ديمون، مسؤولة عن التسويق والعمليات، في مايكروسوفت الشرق الأوسط – إفريقيا – الأسواق الناشئة، إن جائحة كوفيد 19 لعبت دورا رائدا في عقلنة الانتقال إلى عالم رقمي أكثر من أي وقت مضى. وأضافت ديمون في بيان صحفي، "شهدنا تغيرات سريعة ليس فقط في مجال التعليم، وإنما أيضا في عدد من الصناعات، حيث انتقل التطور المستمر للكفاءات من النفع إلى الضرورة"، مذكرة بأن تقريرا صادرا عن مؤسسة (مكينسي غلوبال)، كشف أن حوالي 800 مليون فرد ينبغي أن يكتسبوا كفاءات جديدة من أجل الاضطلاع بمهامهم على أكمل وجه في أفق سنة 2030. وأشارت إلى أن "هذا التقدير المرتبط بمستنتجاتنا الأخيرة التي وفقها، سترتفع قدرة التشغيل الرقمي في افق سنة 2025 ب 149 مليون منصب، يؤكد وبشكل واضح أنه لا يكفي القيام باستثمارات مخصصة أو التحلي بقدر من الوعي الشديد لتنمية الكفاءات حيث من الضروري لبقاء القارة ومسار التحول الرقمي، زرع ثقافة مستمرة للكفاءات". وسجلت أنه في مايكروسوفت، وفي إطار مهمتها التي تهدف إلى تمكين كل منظمة وكل فرد من تحقيق أرباح أكثر، "التزمنا منذ وقت طويل بسد ثغرة الكفاءات والفرص، وذلك عن طريق مساعدة كل فرد، خصوصا أولئك الذين بقيت التكنولوجيا بعيدة المنال عنهم أو ظلوا غائبين عنها، على اكتساب الكفاءات، والمعارف وإمكانية النجاح في الاقتصاد الرقمي". اقرأ أيضا: فيروس كورونا: تسجيل 127 حالة مؤكدة جديدة بالمغرب ترفع العدد الإجمالي إلى 11 ألف و 465 حالة وبالنسبة لمايكروسوفت، تؤكد ديمون، فإن بلورة ثقافة الكفاءة تتضمن باستمرار جس نبض بيئة تتطور بسرعة وتتميز بكونها دينامكية، بهدف ضمان، ليس فقط، استثمارات على المدى البعيد، وشراكات استراتيجية والولوج إلى الموارد، وإنما أيضا تعزيز الوعي بالابتكارات التي تحدث في الأساس، من خلال دعم الحلول التي ستساعد على التصدي للمشاكل السوسيو-اقتصادية. الشراكات وبخصوص الشراكات، قالت المسؤولة ذاتها "كنا دائما جد واعين بأنه لتحقيق التغيير الظاهر والأثر العميق المرجو في المجتمعات التي يتعذر الوصول إليها، لا يمكننا العمل بمفردنا، فقد لعب كل من تحديد الشراكات الاستراتيجية وتنميتها مع الهيئات والمنظمات دورا حاسما في تكثيف جهودنا واستثمار الحاجيات الخاصة، في الوقت الذي لا يمكن القيام بذلك في الوقت العادي". وأشارت إلى أن الشراكات من قبيل تلك التي أبرمتها مايكروسوفت مع البنك الإفريقي للتنمية و Coding for Employment تم تصميمها بهدف تمكين شباب القارة جميعا من اكتساب الكفاءات الضرورية للحصول على فرص الشغل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وفي خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصال. وكل ذلك، مع رسم هدف على المدى البعيد يتمثل في تحسين كفاءات 50 مليون شاب. ويتمثل الهدف الآخر من هذه الشراكة في خلق 25 مليون منصب شغل في القطاعات التي تسهم في الناتج الداخلي الخام، مثل الزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصال. وتنبغي الإشارة إلى أن برنامج مايكروسوفت للكفاءات الرقمية الذي مكن، منذ سنة 2017، حوالي 4,8 مليون شاب يعانون من شح الخدمات من اكتساب الكفاءات في إفريقيا، وبالتالي جعل نصف مليون شاب قابلين للتوظيف وتشجيع التشغيل المباشر لأزيد من 27 الف شاب عن طريق منح 2680 منهم إمكانية للتدريب والسماح لأزيد من 1500 مقاول مستقبلي بخلق مقاولتهم الخاصة. منخرطون على المدى البعيد اقرأ أيضا: فيديو حصري.. حفل "طهارة" الملك محمد السادس تؤكد مسؤولة التسويق والعمليات، في مايكروسوفت الشرق الأوسط – إفريقيا – الأسواق الناشئة، أنه لا يمكن خلق ثقافة الكفاءات إلا من خلال خلق ترابط على المدى البعيد، مبرزة أن قارة إفريقيا كانت ولا تزال بوتقة للفرص والابتكارات وينبغي تغذية مؤهلاتها. وبهدف إثبات التزام الشركة في هذا الصدد، تضيف ديمون "قمنا بإطلاق المركز الأول للتنمية الإفريقية (ADC) لمايكروسوفت، مع موقعين أوليين في نيروبي، بكينيا، وفي لاغوس، بنيجيريا. وبفضل الاستثمار في البنيات التحتية للمركز وتوظيف المهندسين المحليين المؤهلين، تتوقع مايكروسوفت أن تبلغ الاستثمارات على موقعي مركز التنمية الإفريقية ADC إجمالي 100 مليون دولار أمريكي خلال الخمس سنوات الأولى من عملهما. ويتمثل هدف الشركة حاليا في الحصول على أزيد من 500 مهندس في الموقعين خلال السنوات الخمس الأولى من عملهما. المستوى الأساسي تعتبر كريستيل ديمون، أن مجموعة من المستثمرين الجدد ارتكبوا خطأ من خلال التركيز فقط على حاجيات الشركات الكبرى باعتبارها حافزا للتغيير خلال الثروة الصناعية الرابعة. غير أن الابتكارات والإسهامات اللامسبوقة في الواقع ناتجة عن أصحاب المقاولات الصغرى على مستوى القارة بأسرها، الذين لكي يتطوروا ويتركوا بصمتهم، يحتاجون للاستثمارات والولوج. لذلك تعمل مايكروسوفت منذ وقت طويل مع الشركات الناشئة بهدف تحسين الكفاءات وإعادة إنعاشها، وعن طريق الشركة الناشئة المحورية، تم خلق أكثر من 78 شراكة مع الحكومات، والمسرعات، ومرافق الاحتضان، والجهات المانحة، ومحطات الطاقة الشمسية من أجل خلق أنظمة إيكولوجية لدعم شامل بالنسبة للشركات الناشئة في المغرب، ونيجيريا وكينيا في مجالات التكنولوجيا المالية والصحة، والتعليم والتكنولوجيا الزراعية. كما تم العمل مع وكالات حكومية من أجل تقديم تكوين بيداغوجي حول التعليم في المعلوميات بهدف ضمان تبني بيداغوجية تراعي النوع داخل المدارس. الولوج للموارد اقرأ أيضا: مواجهة كوفيد -19.. خضوع تصنيع الكمامات الواقية من الثوب غير المنسوج للإلزامية القياسية أشارت ديمون إلى أنه سيكون من العبث التقدم في التحول الرقمي دون منح الولوج للتكنولوجيات والموارد الضرورية بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون، لولا ذلك، الانطلاق في هذه الرحلة مع الاستعانة بالدعم والتسهيل الكافيين. ومن هذه الزاوية ولمواجهة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد 19، قامت مايكروسوفت مؤخرا، تضيف ديمون بالإعلان عن مبادرة دولية جديدة في مجال الكفاءات الهادفة إلى توفير كفاءات رقمية أكثر لفائدة 25 مليون شخص في العالم مع نهاية هذه السنة. وأبرزت أن توسيع الولوج للكفاءات الرقمية يمثل مرحلة مهمة من أجل تسريع الانتعاش الاقتصادي، خصوصا بالنسبة للأشخاص الأكثر تضررا جراء فقدان مناصب الشغل. وتتضمن المبادرة في مجال الكفاءات تدابير فورية تهدف لمساعدة أولئك الذين يبحثون عن إعادة تكوين أنفسهم وإيجاد منصب شغل حسب الطلب إلى جانب كافة عناصر المقاولة، مع الجمع بين الموارد المتوفرة والجديدة على لينكد إن LinkedIn، جيت هوب GitHub ومايكروسوفت. وكل ذلك يشمل استخدام المعطيات من أجل تحديد مناصب الشغل المبحوث عنها والكفاءات الضرورية لشغلها، والولوج الحر لمسارات التعلم والمحتوى بهدف مساعدة الأشخاص على تطوير الكفاءات التي تتطلبها هذه المناصب، وكذا الاعتمادات منخفضة التكلفة وأدوات البحث المجانية عن مناصب الشغل وذلك بهدف مساعدة الأشخاص على تطوير هذه الكفاءات في إيجاد مناصب شغل جديدة. ورغم إنجاز الكثير بهدف تحسين الكفاءات وتعزيزها في العالم أجمع لمواجهة جائحة كوفيد 19، فإن ضرورة تمكين الولوج لهذه الكفاءات، من خلال توفير الكفاءات الملائمة، تجلت منذ وقت معين. كما انه بالرغم من تسليط الضوء عليها مؤخرا، فمن المهم بالتأكيد الاستمرار في تعزيز هذه "الثقافة"، وذلك حتى إن وقعت أحداث غير متوقعة من جديد، للاستعداد للانتقال والتجاوز.