نجامينا – احتفلت سفارة المغرب في تشاد بالذكرى الحادية والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، بتنظيم حفل استقبال بالعاصمة نجامينا حضره عدد محدود من الضيوف احتراما لمعايير الوقاية جراء وباء فيروس كورونا. وحضر هذا الحفل مستشار رئيس الجمهورية وكاتبة الدولة في الشؤون الخارجية ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ورئيس فرع تشاد لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة و سلطان شاري باكيرمي وممثلو المجموعات الجغرافية للسلك الدبلوماسي المعتمد بنجامينا. وأبرز سفير المغرب بتشاد عبد اللطيف الروجا، الذي تحدث خلال هذا الحفل، الدلالات الكبرى لعيد العرش المجيد الذي يكتسي طابعا فريدا يجسد التاريخ العريق للمغرب ودور المؤسسة الملكية كضامن للوحدة الوطنية والهوية الثقافية والروحية للبلاد. وقال الدبلوماسي المغربي إنها فرصة تتيح للشعب المغربي التعبير عن تجديد تعلقه بعقد البيعة وتمسكه بالروابط العميقة والممتدة عبر قرون مع ملوكه الميامين. وأكد السيد الروجا أن أهم ما يمكن استخلاصه من هذه الجائحة هو هذه التعبئة الوطنية وهذا البعد التضامني بين الدول والتجمعات. إنه باختصار تآزر كبير للتصدي لهذه الجائحة ولتجاوز مخلفاتها السلبية على جميع الأصعدة. اقرأ أيضا: تنغير.. تعزيز العرض الصحي بسيارات إسعاف ووحدات طبية متخصصة متنقلة وفي هذه الظرفية، يضيف السفير، سارع المغرب، مبكرا وبشكل فعال، إلى وضع استراتيجية متدرجة، اعتبرت من أفضل وأنجع الوسائل التي تم تبنيها لمواجهة الجائحة، ما جعل المملكة من ضمن البلدان التي نجحت في تدبير الأزمة الصحية. وبفضل مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تم إنشاء صندوق خاص من أجل الاستجابة للمتطلبات الملحة بميزانية تقدر ب 10 مليار درهم (حوالي 934 مليون يورو) سرعان ما ارتفعت لتصل إلى أكثر من 3 مليار يورو؛ يؤكد السيد الروجا الذي أوضح أن هذا الصندوق مكن من تمويل النفقات المستعجلة المرتبطة بدعم القطاع الطبي وتخفيف الانعكاسات الاجتماعية للوباء ودعم الاقتصاد الوطني. ولفت السفير إلى أنه اعتبارا للظرفية الاستعجالية، فإن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة، عمل على مضاعفة المبادرات المبتكرة لدعم وتنشيط المقاولة المغربية. من جانب آخر، أبرز الدبلوماسي المغربي التوجه الإفريقي للمغرب الذي يمتد بجذوره في أعماق التاريخ، مؤكدا أنه انطلاقا من هذه الرؤية، جعلت المملكة المغربية من تقوية علاقاتها مع بلدان القارة أولوية في سياستها الخارجية. وقال السيد الروجا إنه في مواجهة الجائحة، لم ينكفئ المغرب على نفسه، بل انخرط في مجهود التضامن شمال – جنوب وجنوب – جنوب وجنوب – شمال، كان من نتائجه الملموسة اندماج المملكة في المساعي الرامية إلى إبرام عهد قاري بين كل من الاتحاد الأوروبي وإفريقيا. ومسايرة لروح التضامن هذه، يضيف الدبلوماسي، ساهم المغرب في حملة جمع التبرعات التي أطلقتها رئيسة اللجنة الأوروبية أورسولا فون دير ليين لفائدة الصندوق المخصص لتمويل الأبحاث الخاصة بإيجاد لقاح أو علاج لهذا الوباء. وأبرز السيد الروجا أنه في سياق التضامن مع القارة الإفريقية في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة، وجه المغرب، بتعليمات ملكية سامية، دعما طبيا هاما لأكثر من 20 بلدا إفريقيا يمثلون مختلف الجهات بالقارة. اقرأ أيضا: (كوفيد-19).. 34 حالة نشطة بجهة الرباط – سلا – القنيطرة وأوضح أن هذا العمل التضامني يندرج في إطار تفعيل المبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة في 13 أبريل 2020، باعتبارها نهجا واقعيا يستهدف وضع إطار عملي لمواكبة جهود الدول الإفريقية الشقيقة في مختلف مراحل تدبير الجائحة، من خلال تقاسم التجارب والممارسات الفضلى. وبالعودة إلى العلاقات الثنائية، لفت الدبلوماسي المغربي إلى أن الشعبين المغربي والتشادي يرتبطان بوشائج تاريخية وبإرث روحي وثقافي وديني مشترك، مضيفا أن التعاون بين البلدين الشقيقين يشهد تطورا ملموسا. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن مجالات التعاون تشمل قطاعات مهمة ومتنوعة، من قبيل التكوين الجامعي والمهني والتأطير الديني والتعاون العسكري والتكوين الجمركي وهندسة الاتصالات السلكية واللاسلكية. كما أن ميدان الصحة لا يحيد عن هذه القاعدة. ففي 15 يونيو الماضي، حطت طائرتان مغربيتان بمطار نجامينا محملتان بمساعدات طبية هامة من الأدوية والأجهزة الطبية والوقائية موجهة للحكومة التشادية بهدف مواكبتها في الجهود المبذولة لمحاصرة انتشار جائحة كوفيد – 19؛ يضيف السفير. وقال إنه من خلال هذا الدعم الطبي، أراد صاحب الجلالة إعطاء التضامن الفعال بين المغرب وتشاد دلالة ملموسة مبنية على مقاربة وقائية تستمر إلى ما بعد الجائحة. من جهة أخرى، أكد الدبلوماسي أن هناك اهتماما متزايدا للمقاولين المغاربة في القطاعين العام والخاص بالاستثمار في تشاد، منوها إلى أن مساهمتهم في تنمية هذا البلد الشقيق أصبحت واقعا ملموسا وجب تشجيعه. كما أبرز أن دعم التعاون الثلاثي والتعاون اللامركزي من شأنه أن يخلق دينامية جديدة في تطوير العلاقات بين المغرب وتشاد، مشيرا إلى أن مشروع الطاقة الشمسية للتنمية المستدامة، الذي تم إطلاقه بشراكة بين المكتب الوطني للكهرباء والماء بالمغرب والشركة الوطنية للكهرباء بتشاد والبنك الإسلامي للتنمية، يتوخى إعطاء زخم جديد للتعاون بين الشركاء الثلاثة. اقرأ أيضا: وجدة: الطاقم الطبي يتعبأ لتعزيز مخزونات الدم