قرر مجلس الوزراء و بالإجماع منح الجنسية الإسبانية للعداء المغربي عبد العزيز المرزوكي نهاية شهر مارس الماضي. وهكذا تحقق حلم هذا الشاب المغربي في ربيعه الثامن عشر بعد قدومه الى الديار الإسبانية على متن زورق ́ ́كايوكو ́ ́ بطريقة ́ ́غير شرعية ́ ́. ولد عبد العزيز بكلميم جنوب المغرب يوم 30 غشت سنة 1991. وكان يحلم منذ نعومة أظافره أن يصبح يوما ما عداء كبيرا مقتديا بأسطورتي ألعاب القوى المغربية والعالمية سعيد اعويطة و هشام الكروج. وبعد فترة الدراسة الإبتدائية و الإعدادية، شرع يخطط لتحقيق هدفه مما أدى به إلى التفكير في مغادرة الوطن نحو جزر الكناري. استعد عبد العزيز قبل السفر ببضعة شهور وتعلم اللغة الإسبانية فقد كان على دراية من ضرورة تعلم اللغة حتى تسهل عليه عملية الإندماج. وهكذا أخبره أحد أصدقائه أنه ضمن لائحة أحد القوارب التي تزمع الإبحار من سيدي إيفني، وكان الخروج عصر يوم من أيام شهر نوفمبر 2006 حيث ترك عبد العزيز منزله و ذويه دون علمهم في ربيعه الخامس عشر للبحث عن مستقبل مجهول عبررحلة حياة أو موت. كان خوفه كبيرا آنذاك من أحوال البحر و تقلباته و كان يعلم كل العلم أن الكثيرين فقدوا حياتهم محاولين العبور.وأقسم أن تكون تلك أول و آخر مرة يقوم بمثل ذلك العمل... كان على متن القارب زهاء 25 شخصا دفع كل واحد منهم ما يعادل 600 يورو، وكانت الرحلة أكثر عناء مما كان يتصوره عبد العزيز خاصة الفترة الليلية بظلامها المرعب الذي أفسد النوم للجميع. أخيرا و بعد أكثر من 35 ساعة لاحت مشارف لانثاروطي بالأفق و صارت تقترب شيئا فشيئا الى ان تمكن الجميع من وطئ اليابسة. ذهب عبد العزيزإلى بيت أحد أقاربه بالجزيرة الذي آواه لمدة 15 يوما، شد رحاله بعدها الى ليريدا بكاطالونيا حيث كان ينتظره صديقه العداء عياد الذي كان قد أعد له الترتيبات اللازمة لإجراء اختبارات مع الجامعة الإسبانية بقيادة أنطونيو كانوفاس الذي انبهر بالإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها عبد العزيز، فأخذه مباشرة إلى المعسكر وشرع في تدريبه وإعداده وكان نصح السلطات بمنحه، وبسرعة، الجنسية الإسبانية وهو ما تحقق بعد حين. فهل ينتبه المسؤولون المغاربة إلى نزيف الطاقات هذا قبل فوات الأوان.