تميزت سنة 2019 بغانا بزيادة وتيرة اسكتشاف والتنقيب عن النفط في هذا البلد الذي أضحى، في أقل من عقد من الزمن، رابع منتج للنفط في إفريقيا جنوب الصحراء، بمتوسط إنتاج يبلغ حوالي 200 ألف برميل في اليوم. وحسب صندوق النقد الدولي، فإن الاكتشافات النفطية الجديدة تساهم في دعم النمو الاقتصادي في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا، والذي من المتوقع أن ينتقل من 6,3 في المائة عام 2018 إلى 7 في المائة خلال سنة 2019. وكانت شركة النفط النرويجية ” أكير إينرجي” قد أعلنت، بداية السنة الجارية، عن اكتشاف كميات هائلة من مخزون حقول البترول الجاهزة للاستغلال التجاري. وأكدت الشركة “اكتشاف آبار حديثة بطاقة تتراوح ما بين 450 و 550 مليون برميل من النفط في حقل بيكان، على بعد 166 كلم من ساحل مدينة تاكورادي “، متوقعة أن يبدأ الإنتاج خلال السنة المقبلة. وبالنسبة للحكومة الغانية، فإن هذا الاكتشاف يمثل “خبرا سارا ” يمكن أن يحمل “آفاقا جديدة للاقتصاد” ومصدر تمويل إضافي للاستثمار في المشاريع السوسيو-اقتصادية في المستقبل. وفي شهر مارس الماضي ، أعلنت شركة “أكير إينرجي” عن اكتشاف مخزون حقل كبير من النفط في غانا ، في منطقة (ديبواتر طانو كابي ثري بوانت ) . اقرأ أيضا: المقاولة الناشئة (فراشة سيستم) تقوم بنشر طائراتها بدون طيار لمكافحة فيروس كورونا المستجد وتتطلع الشركة النرويجية، التي تستعد لبدء الإنتاج بعين المكان في العام 2021 ، الوصول إلى إمكانيات نفطية تتراوح بين 600 مليون ومليار برميل قابل للاستغلال. وكانت الشركة الغانية “سبرينغفيلد للاكتشاف والإنتاج” قد أعلنت، في نونبر الماضي، عن اكتشاف مخزون جديد بقيمة 1.5 مليار برميل من النفط و 700 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي في منطقة ( وكتاب 2) . وقال كيفن أوكيير المدير العام للشركة الغانية إن ” المخزون تم اكتشافه في أعماق المياه بحوالي 1000 متر وبعمق إجمالي يصل إلى 3.323 متر بإنتاج يتراوح ما بين 30 و35 في المائة من الزيت الخفيف، مشيرا إلى أن المعطيات التقنية لهذا الاكتشاف سيعلن عنها خلال الأيام المقبلة. ومنذ اكتشاف مخزون حقل “جوبيلي” من قبل شركة “كوسموس إنيرجي” عام 2007 ، نجحت غانا في إطلاق ثلاثة مشاريع تنقيب أخرى، إلى جانب تموقعها كمنطقة رئيسية للهيدروكربورات في خليج غينيا. وفي هذا السياق، يتوقع أن يصل الإنتاج الوطني الغاني إلى 250 ألف مليار برميل في العام المقبل ، فيما تشير التوقعات إلى إنتاج نصف مليون برميل يوميا بحلول العام 2025. وقال وزير المالية كين أوفوري أطا، استنادا إلى توقعات النمو لمنتجي النفط بالبلد والاكتشافات الجديدة للشركة النرويجية (أكير)، فإن ” إنتاج النفط بغانا، يتوقع بحلول سنة 2023، أن يرتفع إلى حوالي 420 ألف برميل يوميا” . من جانبه، قال نائب وزير الطاقة الغاني المكلف بالنفط محمد أمين أدمان، إن قطاع الطاقة في بلاده سيحقق طفرة نوعية في المستقبل. وأكد أدمان ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “غانا قادرة على زيادة الإنتاج من 200 ألف برميل يوميا حاليا، إلى 500 ألف برميل يوميا في غضون ست سنوات، والوصول إلى مليون برميل في اليوم في المستقبل” ، مشيرا إلى أنه بهدف الحفاظ والرفع من الإنتاج، يتوجب على غانا اتخاذ تدابير صارمة للغاية في ما يتعلق بالتنقيب. اقرأ أيضا: المغرب يشرع في التنقيب عن النفط بالسواحل الجنوبية للمملكة وفي العام 2017 ، بلغ متوسط إنتاج حقول “تان” 56 ألف برميل يوميا ، فيما يتوقع أن يصل الإنتاج هذه السنة بحقول ” اوكتب” 45 ألف برميل في اليوم. وإضافة إلى هذين الحقلين المشغلين، فإن هناك مشاريع أخرى للاكتشاف تتطور بسرعة، من قبيل اكتشافات ” تياك” و ” أكاسا” و”ماهوغني ايست” التي هي في فترة تجارب ويتوقع أن تزخر باحتياطيات نفطية كبيرة. وتأمل الحكومة الغانية أيضا أن تنجح الشركة الأمريكية “اكزون موبيل” وشركائها في اكتشاف كميات تجارية من النفط في منطقة “كابيثري بونت” ، التي تتوفر على موارد نفطية كبيرة وهامة. وبفضل الاهتمام المتواصل للمستثمرين، الذي يرجع أساسا إلى البيئة المواتية للاستثمارات والاستقرار والديمقراطية، تواصل صناعة النفط والغاز في غانا جذب الفاعلين الرئيسيين الدوليين في القطاع . وقال مدير الشركة الوطنية الغانية للبترول كوفي كودوا ساربونج ، إن “إمكانيات القطاع باعتباره محركا للنمو الاقتصادي الذي ترغب فيه غانا هامة وواضحة” . وأضاف ” لا أعتقد أننا نستطيع حقا جني ثمار قطاع النفط والغاز ، وتحقيق نمو اقتصادي واعد ، إلا إذا حصل الغانيون على حصة محترمة من القيمة التي ينتجها القطاع”. وحسب صندوق النقد الدولي، فإن قطاع النفط والغاز الغاني يساهم في تموقع البلاد ضمن الاقتصادات الرائدة في القارة التي تعرف نموا سريعا.