يبدأ وفد من الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب زيارة الى مخيمات تندوف هذا الأسبوع، تتزامن مع التوتر القائم في منطقة الكركرات، كما يؤكد كيف تحول الكونغرس الأمريكي الى واجهة للمواجهة الدبلوماسية بين المغرب والبوليساريو بدعم من الجزائر. ويتكون الوفد من ممثلين عن بعض اللجان ومنها لجنة توم لانتوس الخاصة بحقوق الإنسان علاوة على عدد من المستشارين في القضايا الدولية وحضور عضو من هذه اللجنة يبرز مدى استمرار رهان جبهة البوليساريو في الولاياتالمتحدة على خطاب حقوق الإنسان، وهو الخطاب الذي اعتمدته خلال العقد الأخير لتحقيق تقدم على حساب المغرب. وتعتبر هذه أول مرة تقوم فيها لجنة بهذا الحجم عددياً من الكونغرس بزيارة مخيمات تندوف، وكانت هناك زيارات سابقة ومنها زيارتان السنة الماضية ولكن كانتا محدودتين. ولعبت سفيرة الولاياتالمتحدة في الجزائر دوراً مهماً في هذه الزيارات علاوة على اللوبيات التي تعمل لصالح البوليساريو في واشنطن. وتحول الكونغرس الأمريكي الى ساحة للمواجهة الدبلوماسية بين المغرب وجبهة البوليساريو بدعم من الجزائر. وشهد الكونغرس لجان صداقة تؤيد الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء، كما يسجل لجان دعم استفتاء تقرير المصير. ويأتي رهان البوليساريو على الكونغرس الأمريكي بعدما نجحت في حشد تأييد في البرلمان الأوروبي الذي من عناوينه الإشكال القانوني الشائك حول إدماج الصحراء الغربية في الاتفاقيات الدولية بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وحتى الأمس القريب، كان الكونغرس يؤيد فقط المغرب خاصة خلال حقبة الحرب الباردة عندما كان المغرب حليفاً لواشنطن. من جانب آخر، تأتي هذه الزيارة لتطرح تساؤلات عميقة حول نوعية خطاب الدبلوماسية المغربية في الولاياتالمتحدة وكذلك مساعي اللوبيات التي تعمل لصالح المغرب، خاصة بعدما تشكلت في الكونغرس الأمريكي لجنة تدعم استفتاء تقرير المصير. واعتماداً على معطيات الواقع ومنها وزيارة من هذا النوع أو لجنة الكونغرس لدعم الاستفتاء تبرز عدم تحقيق خطاب الدبلوماسية المغربية واللوبيات التي تعمل لها حتى الآن نتائج كبيرة. ويعتمد المغرب على خطاب اتهام البوليساريو بالإرهاب والإجرام المنظم. في الوقت ذاته، تكشف هذه الزيارة أن قضية الصحراء في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب قد لا تسجل تقدماً لمصالح المغرب، فهذا الملف ثانوي للغاية في أجندة البيت الأبيض إذ لم يكن منعدماً عكس ما كان عليه حتى أواسط التسعينيات.وكانت مقالات سابقة في «القدس العربي» قد أشارت، اعتماداً على خبراء في العلاقات، الى أن إدارة ترامب قد تعمل على تسليح المغرب ولكن تأييدها له في ملف الصحراء سيكون محدوداً. الحدود / حسين مجدوبي