عبّر أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم، عن صدمته من احتفالات خمسينية الاستقلال ووصفها بالكرنفال، موضحا أن محتواها يعبّر عن أول نوفمبر وليس الخامس من جويلية، بينما اعتبرها موسى تواتي لم ترتق إلى مستوى ''تخليد ذاكرة شعب''، وراح حمانة بوشرمة عن حزب الشباب يتحدث عن إهانة اقترفها منظمو الاحتفالية ''بتمجيد الأجانب على حساب الجزائريين في الاستقبال''. بينما أعلن رؤساء أحزاب آخرون صراحة مقاطعتهم للخمسينية، في تصريحات ل ''الجزائر نيوز''. حيث أعلنت نعيمة صالحي رئيسة حزب العدل والبيان، مقاطعتها الصريحة للاحتفالات الخاصة بخمسينية الاستقلال التي احتضنها المركب السياحي لسيدي فرج، وقالت إن السبب يكمن في ''عدم تعبير تلك الاحتفالية عن استقلال حقيقي للشعب الجزائري الذي لا يزال مسلوب الحرية في التعبير عن حريته السياسية وإرادته في اختيار ممثليه''. وأضافت ''وقاطعت أيضا لأنني لا أملك الشجاعة في حضور حفل استقلال من موقع اتخذته فرنسا بابا رئيسيا لاغتصاب أرض أجدادي''. وأردفت نعيمة صالحي ''ما شاهدناه عبر الشاشة وسمعناه أمر يندى له الجبين بارتداء منشطة الحفل ألوان فرنسا، فضلا عن تبذير للمال العام في ألعاب نارية يحتاجها الجزائريون في مجالات أخرى''. وأضافت على هذا قولها ''إنها احتفالات تأتي في خضم خطاب يدعو لصداقة ووئام مع فرنسا لم تعتذر وفي خضم جروح لم تندمل''، موضحة أنها لا تقوى على حضور احتفالات تخالف الواقع السياسي للبلاد. وقال الطاهر بن بعيبش رئيس حزب الفجر الجديد، إنه قاطع الاحتفالية لسوء التنظيم والفوضى العارمة التي عمّت في سيدي فرج، بعد أن كان لبى الدعوة، وقال ''لم أكن أتصور تلك المستويات العالية من الفوضى أبدا''. وعبّر محمد هادف رئيس الحركة الوطنية صراحة أنه كان يشق عليه حضوره طيلة الحفل، وكشف أنه غادر سيدي فرج ولم يلتق بزملاء له من غير حنون وبن يونس، بينما لم يكن محمد شريف طالب معنيا تماما ''كوني لم أتلق الدعوة التي تلقاها رؤساء الأحزاب''. أما فاتح ربيعي الذي حضر، بالإضافة إلى شريكيه في التحالف الإسلامي، حملاوي عكوشي وأبو جرة سلطاني، فقال "الاحتفالية لم تكن في مستوى الحدث، فكما نستورد القمح والدواء استوردنا من صمم وأنجز الاحتفالية التي لم تعبّر عن هويتنا الحقيقية مقارنة بالأموال الباهظة''. وأردف ''تمنينا أن يتوجه الرئيس بخطاب للأمة بهذه المناسبة يطمئن فيه الناس على مستقبل بلادهم وتمنينا عرضا عسكريا بيّن صدق خطاب وقدرة الجيش على حماية بلده من المخاطر التي تحدق به حول كافة حدودنا''. معيبا على المنظمين إجراءات أجهدت مجاهدين ضعاف الصحة ''لقد تركوهم بلا ماء لساعات في حرارة عالية ومنعوا من الخروج طلبا له ''إنها كارثة حقيقية بكل المعايير''. أما عبد الرحمان عكيف ئيس حزب الطبيعة والنمو، الذي حضر هو الآخر فيقول ''أحسسنا أن الجزائريين كانوا أقدر على فعل ما هو أكبر، فالأموال المخصصة ضخمة ولكن الروح الجزائرية كانت غائبة وحضروا أناس لا يملكون أدنى غيرة على البلد''. أما أبو جرة سلطاني، فيقول إنه مصدوم لما شاهده في سيدي فرج ليلة الرابع إلى الخامس من جويلية ''فهي احتفالات كرنفالية تتحدث على أول نوفمبر أكثر مما تتحدث عن الخامس من جويلية.. لا عمق ولا طرح ولا أسلوب معالجة، ولا صبغة جزائرية''. موافقا الرأي القائل باستيراد مصممين من الخارج مثل الألعاب النارية''، معبرا عن صدمته أيضا من مشاهدة منشطة الحفل بألوان فرنسا، وتوزيع مجلة من 80 صفحة ''مطبوعة بأموال البترودولار دون لغة عربية، فالذكرى التي كانت فرصة للتقييم والتقويم والمراجعات الكبرى والاستشراف فلتت دون تحقيق أي شيء''. أما حمانة بوشرمة عن حزب الشباب، فقال إن ''احتفالية من هذا النوع بلا حكومة يعني أنها احتفالية في فوضى''، وأضاف ''أنا مصدوم للإهانة التي تعرضنا لها كرؤساء أحزاب في الاستقبال لتعاملهم معنا كإرهابيين يحملون أحزمة ناسفة ومنعونا من حمل قارورات الماء.. فهل تخوفوا من أن نرشق الرئيس بها؟؟ مقابل ذلك حظي الأجانب من الدبلوماسيين بمعاملة أرق ومواقع أحسن''، مطالبا بضرورة كشف العلاف المالي لهذه التظاهرة التي كان ينبغي أن تذهب أموالها للشباب والمشاريع، في نظره. وقال موسى تواتي عن الجبهة الوطنية الجزائرية ''الاحتفالات لم تعبّر عن تخليد ذاكرة شعب مقارنة بالأموال التي صرفت وكانت ستكون أهم لو ذهبت في تخليد موثق للتاريخ في أشرطة ومؤلفات عكس أشياء لا تغني ولا تسمن من جوع''.