يقول المثل المغربي "الباكور حدوا سبع أيام" وعلى ما يبدو أن موسمنا المسرحي في المغرب مثل موسم الباكور ، سبع عروض مسرحية في السنة ليصبح العمل الإبداعي قديما أو مستهلكا بلغة العارفين ، وكما للباكور موسمه فللعروض المسرحية موسمها أيضا ، اليوم العالمي أو الوطني للمسرح ، وبعض الأعياد والمناسبات الوطنية ، لكن يبقى السؤال ؟.. هل بطريقة الموسم الباكوري عفوا المسرحي القزم سيزدهر إبداعنا ؟.. هل بهذه الطريقة سيتمكن الفنان المغربي المهني من العيش ؟..أم على الفنان أن يعيش أياما بعدد العروض المسرحية التي يقدمها في السنة ليعود لسباته عاطلا مشلولا. إن المسرح في المغرب تلزمه إرادة جديدة ،عقلية ونظرة جديدة تحترم الإبداع والمبدعين في هذا الوطن ، حتى لا يبقى المبدع رهينا ببعض المناسبات أو الشهور المحدودة في السنة . ولا يختلف الوضع أيضا بالنسبة للعاملين المرضي عنهم من قبل قنواتنا التلفزيونية ، غير أنهم عكس المسرح يعيشون شهر الباكور وليس أسبوعه ليكون شهر رمضان باكورهم السنوي المثمر.إن كان الفن والإبداع مهنة تشبه باقي المهن في المغرب فيجب إعادة النظرفي السياسة الباكورية التي تقتل الإبداع والمبدع المغربي . الفنان المغربي مواطن كامل المواطنة، له الحق في العيش الكريم ، في السكن الكريم ، له الحق في دخل شهري قار حتى لا يصبح عمله مناسباتي ، وحتى لاتكون مهنة فنان مهنة موازية فقط. أصبح من المخجل في زمن الربيع العربي أن نجد الفنان في المغرب "زبالا أو..." ، بينما في دول أخرى المبدع رمز رقي بلده . إن فكرة الموسم المسرحي الباكوري كادت أن تصبح شيئا عاديا ، ولكل الذين يتجرؤون على قول إبداعك قديم ، مع انه لم يتجاوز السبع عروض أقول : نحن المبدعون لا نبيع البطاطس أو الباكور الهندي، والعمل الإبداعي يجب أن يصبح عدد عروضه بعدد جهات ومدن المملكة ، هادا إن كنا كمغاربة لنا الحق في تقديم إبداعنا في مختلف مدن المملكة ، أما إن كان العكس فسنعتبرأنفسنا مبدعون نعيش إقامة جبرية حدها " تاوريرت " وللحديث بقية ...