لكون نعمان لحلو "أيقونة طليعية" لا يمكن إغفالها، ولكونه بصم الموسيقى المغربية الموسومة بالعصرية، فإن المهرجان الدولي للفنون والثقافة "صيف الأوداية" يستقبله قصد تسليمه "درع المهرجان" (2016)، وذلك تتويجا لمساره الفني اللامع. فعلا، لنعمان لحلو مسار غني ومتنوع بفعل ما يشمله من أحداث وفعاليات فنية وثقافية، وذلك انسجاما مع اختياره الحاسم باعتناق الإبداع ضمن حقل الموسيقى جد الشاسع. شاعرا جوالا بطريقته الخاصة، أقدم هذا الفنان الفريد من نوعه على أولى عمليات هروبه متوجها إلى أمريكا، سعيا إلى معانقة سبيله في "عالم والت ديزني". ملحنا برز نعمان لحلو في البداية، قبل أن تتفتق قدراته الغنائية المتميزة ومواهبه الدفينة، ما مكنه من إحراز إعجاب جمهور عريض في المغرب والعالم العربي. والحال أن رحلة نعمان لحلو الفنية إلى أمريكا ستقوده إلى حضرة الموسيقار محمد عبد الوهاب، عملاق الموسيقى المصرية الذي سيعجب بشخصيته وينصحه بالرحيل إلى القاهرة من أجل إنماء وصقل مواهبه الفنية كعازف على آلة العود وملحن- مطرب، وكمحاضر في علم الموسيقى أيضا. بناء عليه، توجه نعمان لحلو إلى أرض المنابع ليقيم مدة غير قصيرة في مصر. حينها، سيعرف قفزة فنية كبيرة إلى الأمام رافقها قسط وافر من النجاح، وذلك بموازاة اعتماده بميزة من طرف الإذاعة والتلفزة المصرية، وكذا من قبل دار الأوبرا. وعقب العودة إلى المغرب، مسقط الرأس، سيعانق نعمان لحلو مجرى احترافيا فعليا عبر أدائه، لأول مرة، ل"جبال الأطلس" بمصاحبة المغنية لطيفة رأفت في إطار ثنائي غنائي. تحمس الجمهور لهذا العمل المتميز بأصالته، سيشرع أمامه أبواب إبداع أعمال أخرى عرفت هي الأخرى انتشارا واسعا، كما أن الكليبات الرائعة المنجزة لإنتاجها زادتها جمالا ورونقا، لاسيما "المدينة القديمة"، و"شفشاون"، و"اقلب رمادك"، و"الماء"، و"أطفال الشوارع" و"قوارب الهجرة السرية"… وبموازاة هذا، وعلى غرار أفضل ما يتوفر عليه المغرب من ملحنين، طلب العديد من المطربين المعروفين من نعمان لحلة تلحين أغنيات لهم، ومنهم على وجه الخصوص: فؤاد زبادي، وحياة الإدريسي، وكريمة الصقلي، ولطيفة رأفت ونعيمة سميح، دون إغفال الفنان اللبناني الكبير وديع الصافي الذي أدى من تلحينه "عهد المحبين". الحدود