قال القيادي الاتحادي عبد الهادي خيرات، إننا «نريد توضيح حدود مسؤوليات الملك والحكومة والبرلمان»، مشيرا إلى أن «اختصاصات الملك لا تعرف حدودها»، كما عبر عن طموحه في الوصول إلى «ملكية تتطور مع عصرها بمصاحبة كل المغاربة». وألح عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، في عرض بباريس، السبت الماضي، على «الوضوح» في تسيير شؤون البلاد، مشيرا إلى أن صفقات كبرى تعقد دون إشراك المؤسسة التشريعية في مناقشتها، وقدم مثالا على ذلك مشروع «تي جي في» الذي كلف الملايير، متسائلا في الوقت نفسه، «إن كان ضمن أولويات المغرب اليوم مشروع من هذا النوع». ويرى خيرات أنه «يجب أن يكون رئيس الحكومة رئيسا فعليا يراقب كل شيء ويعين في جميع المسؤوليات...»من يراه مؤهلا لذلك، دون أن يشير بالاسم إلى هذه المناصب، علما أن العمال والمسؤولين الأمنيين يعينون بظهائر ملكية. وتحدث القيادي الاتحادي عن التصورات السياسية والدستورية لحزبه حول مغرب الغد، مركزا على أهمية المؤسسة التشريعية في المرحلة المقبلة، إن أعطي لها حجمها الحقيقي في الحياة التشريعية المغربية. ولم يخف القيادي الاتحادي أمله في المستقبل بالنظر إلى النقاش الدستوري الحالي، معترفا أنه «لأول مرة يفتح نقاش حول الدستور بهذا الشكل»، كما نبه إلى أن «الخطير في الأمر هو اغتيال الأمل في المغاربة...»، باعتبار المطمح الأول والأخير لكل مغربي هو «أن نكون مواطنين عاديين شرفاء في بلادنا». واستغل خيرات هذه الفرصة ليشرح الصراع داخل الاتحاد الاشتراكي، الذي كان، حسب ما أفاد به، على أهبة للخروج من حكومة الفاسي، بعد تطاحنات حزبية داخلية بين مؤيد ومعارض لها، إلا أن خطاب 9 مارس هدأ الوضع، وقرر الحزب أن ينخرط في المرحلة، موضحا أن ما ورد في الخطاب الملكي وقف عنده الاتحاديون في مذكرة الإصلاحات الدستورية التي سبق أن وجهوها إلى جلالة الملك. وردا على الذين يتهمون الاتحاد الاشتراكي بأنه «تمخزن»، وفقد كل بريقه عندما انخرط في تسيير الشأن العام، أوضح خيرات أن السياسة التي اختارها رفاق عبد الواحد الراضي لتدبير المرحلة، هي سياسة مبنية على «الحوار وليس المواجهة»، مذكرا في الوقت نفسه، بتاريخ الصراع الدامي الذي عرفه الحزب في علاقته مع نظام الحسن الثاني، والدور الذي لعبه في الانتقال السلس للحكم من الراحل الحسن الثاني إلى الملك محمد السادس. وقال خيرات لقد «اخترنا مد اليد للملك حتى لا نتهم بأننا نسعى إلى وضع العصا في العجلة...»، رغم التراجعات التي عرفها مسلسل الإصلاحات، سيما التخلي عن العمل «بالمنهجية الديمقراطية، بتعيين إدريس جطو وزيرا أول». وشدد عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي على «ضرورة الخروج من هذه المرحلة نحو مرحلة أخرى مطلبا أساسيا»، مؤكدا على إرادة الاتحاد الاشتراكي أن «يكون هذا التغيير هادئا وعميقا»، منتقدا سعي البعض إلى «تمييع العمل السياسي». وقال خيرات في هذا السياق، إن مدينة كالبيضاء بحجمها وأهميتها الاقتصادية والديمغرافية يسيرها أناس أميون، متسائلا في الاتجاه نفسه «إن كان بإمكان هؤلاء المسيرين أن يخلقوا للعاصمة الاقتصادية آفاقا نحو مدينة حقيقية» بمواصفاتها الحديثة. وأقر خيرات تقصير الدولة في التعاطي المتكامل مع ملف الجالية المغربية، متحدثا عن اقتصارها على المقاربة الاجتماعية لهذا الملف، دون أن تصل إلى مستوى التفاوض بشأن القضايا التي تهمها في بلدان الاستقبال، كما يعترف أنه «لم يحصل في المغرب يوما نقاش حقيقي حول الجالية...». الصباح الصورة لخيرات و هو يلقي عرضه في باريس