أبدى عدد كبير من الفنانين المصريين والعرب المقيمين في مصر حزنهم الشديد بسبب ما تمر به مصر حاليا من أزمة تضر كثيرا بشعبها كله وتؤدي إلى ترويع الآمنين ودعوا أن تنتهي الأزمة في أقرب فرصة لتعود مصر واحة للأمان كما كانت دائما. وبينما أبدى البعض غضبهم من الحكومة القائمة والسابقة واتهامهما بالمسئولية عما حدث مشددين على مشاركتهم في التظاهرات الرافضة للنظام الحاكم إلا أن كثيرين أخرين شددوا على حالة الرعب التي يعيشون فيها منذ تفجر أعمال السرقة والترهيب مساء الجمعة الماضي. وقال الممثل فتحي عبد الوهاب، لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" إنه حزين على ما وصلت إليه الأمور المتفاقمة مطالبا الرئيس مبارك بالرحيل فورا ودون ابطاء حماية للبلاد من كارثة ربما تطالها في الايام القادمة. وأضاف أن النظام الحاكم لم يعد لديه متسعا من الوقت لأن العالم كله فهم أنه لم يعد من مصلحته الوقوف إلى جوار مبارك رغم كل أكاذيب ألته الإعلامية. وأوضح عبد الوهاب أنه شارك وسيشارك في التظاهرات المناهضة لبقاء الرئيس مبارك كما شارك بشكل يومي في اللجان الشعبية التي تشكلت لحماية المساكن والمتاجر في منطقة "المعادي" حيث يقيم. وأشار إلى أنه قسم أيام الأسبوع الماضي بينه وبين زوجته حيث كان أحدهما يبقى في المنزل نهارا لرعاية طفله الصغير بينما يشارك الأخر في التظاهرات. من جانبها قالت الفنانة السورية المقيمة في القاهرة جومانا مراد إنها تشعر بحالة من الرعب منذ اليوم الأول لتفجر التظاهرات لأنها الأولى من نوعها التي تعيشها في مصر التي تقيم فيها بشكل شبه كامل منذ 10 سنوات تقريبا. وأضافت أنها تركت منزلها في حي "المنيل" إلى منزل صديقتها الفنانة سوسن بدر في مدينة السادس من أكتوبر بحثا عن الأمن الغائب تماما طيلة الأسبوع الماضي في الشارع المصري. وقالت سوسن بدر ل"د.ب.أ" إنها خائفة على مصر من مصير مظلم لو لم يتم انهاء تلك الأزمة سريعا مشددة على خطورة أن يترك الشارع للغوغائية واللصوص في ظل غياب كامل للأمن منذ مساء الجمعة الماضي في واقعة تعد الأولى من نوعها في مصر. وأضافت أنها كسيدة تعيش بمفردها كانت تشعر بالأمان لكنها بعد تفجر الأزمة جلبت ابنها وابنتها بصحبة زوجها إلى منزلها لسببين رئيسيين أولهما أن تكون مطمئنة على سلامتها وثانيهما أن تكون لديها ما وصفته ب"العزوة" التي تحميها وتحمي كل الموجودين الذين يحرصون على تأمين المنزل طوال الوقت. وقالت الممثلة التونسية سناء يوسف إنها فخورة بانجاز الشعب المصري بقدر فخرها بانجاز أهلها في تونس لأن الشعبين كان من حقهما منذ سنوات الحصول على الحرية واستقرار البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بعد عقود من القمع والقهر والظلم والفساد. وقال المخرج محمود كامل إنه منذ يوم الجمعة الماضي يقضي الليل في الشارع أمام منزله لحماية أهله ومنطقته من لصوص وبلطجية انتشروا في أنحاء القاهرة بعد الغياب المشين لرجال الشرطة الذين لم يعودوا حتى الأن للشارع رغم الإعلان عن عودة الشرطة للشارع منذ أيام. بينما قالت المطربة اليمنية أروى إنها غادرت القاهرة في اليوم التالي لتفجر التظاهرات إلى المملكة العربية السعودية وأنها تشعر بحالة من الفرحة الممزوجة بالخوف بسبب ما يجري في كل العواصم العربية التي تعيش أو تعمل فيها وبينها القاهرة وبيروت بينما لا تعرف مصير بلدها اليمن في ظل التوتر القائم هناك والمطالبات بتغيير النظام. وشارك في التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس مبارك عشرات الفنانين المصريين منذ اليوم الأول لتفجرها بينهم خالد الصاوي وتيسير فهمي وسهير المرشدي وابنتها حنان مطاوع وخالد النبوي وعمرو واكد والمخرجون خالد يوسف وعمرو سلامة ومحمد دياب. بينما طالب فنانون كبار بينهم عادل إمام وعمر الشريف ومحمد صبحي والموسيقار عمار الشريعي هاتفيا في القنوات الفضائية النظام المصري بالإستجابة لمطالب الشعب الغاضب. القدس العربي