يقضي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وعقيلته الشيخة موزة بنت ناصر المسند آخر أيام السنة الجارية في مدينة مراكش المغربية، إذ فضّل الأمير وعقيلته قضاء إحتفالات رأس السنة الميلادية في المدينة الحمراء. وقد أعلنت وكالة الأنباء المغربية خبر زيارتهما، على الرّغم من أنّها لم تعتد الحديث عن الزيارات الخاصة للرؤساء والملوك في احتفالات رأس السنة، وهو ما اعتبره مراقبون بداية تحول في العلاقات المتأزمة بين الدوحةوالرباط. كما يتوقع أن يلتقي العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي يقضي احتفالات رأس السنة في مراكش، بأمير قطر في لقاء غير رسمي بعيدًا من الأضواء لإثارة مواضيع الخلاف في علاقات البلدين. وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت تصعيدًا خلال الأشهر الأخيرة، تجلى في إغلاق المغرب مكتب قناة "الجزيرة" القطرية، ومنع مراسليها من العمل في المغرب، على خلفية تعاطي القناة مع الشأن المغربي. وإعتبرت الحكومة المغربية ان موضوع قناة "الجزيرة" في المغرب أصبح "منتهيًا"، بمعنى أن إغلاق مكتب القناة القطرية أصبح نهائيًا. وتلا ذلك هجوم غير مسبوق للإعلام الرسمي والصحف المغربية التابعة لمؤسسات الدولة بشكل أو بآخر، على أمير قطر وعقيلته، وهكذا كال مقدم برنامج "حوار" مصطفى العلوي، المتخصص في تقديم الأنشطة الملكية، في حلقة استضاف فيها خالد الناصري، الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الاتصال المغربي، الاتهامات لقطر وأساء إلى قادتها، خصوصًا الأمير حمد وزوجته الشيخة موزة. وبثت البرنامج القناة العمومية المغربية "الأولى" بعد إغلاق مكتب الجزيرة في الرباط، وهو ما اعتبر رسالة سياسية مغربية إلى قادة قطر. وكان المغرب قد إختار سياسة الهجوم في تعاطيه للأزمة المغربية القطرية، مقتديًا بالتجربة السعودية، وتزامن ارتفاع حدة التوتر في علاقة البلدين بتقارير أميركية نشرها "ويكيليكس" تؤكد أن أمير قطر هو الذي يطلب من إدارة القناة التصعيد في تعاطيها اليومي مع بعض القضايا. ويتوقع أن تسفر اللقاءات غير الرسمية بمناسبة أعياد راس السنة الميلادية في مراكش في تلطيف الأجواء وعودة الدفء إلى علاقات البلدين. يذكر ان الازمة بين البلدين تعود إلى أيام ملك المغرب الراحل الحسن الثاني الذي رفض استقبال الأمير الحالي حمد لكونه قاد انقلابًا على والده، وبرر الملك الراحل ذلك بأنه لا يستقبل عاق الوالدين، وقد حاول الملك الحالي محمد السادس طي الصفحة، لكن قناة "الجزيرة" شكّلت دورًا كبيرًا في عودة التوتر. ELAPH