فتح المغرب الرسمي جبهة جديدة في حربه مع الصحافة الاسبانية وقرر وزير خارجيته رفع دعوى قضائية في مدريد ضد صحيفة 'الباييس' اشهر الصحف الاسبانية على خلفية تصريحات ادلى بها قالت انه يعترف ضمنيا بوجود تعذيب مورس على صحراويين اثناء التحقيق معهم في موضوع العنف الذي عرفته مدينة العيون الشهر الماضي. ووجه وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية اتهامات لمراسل لصحيفة 'الباييس' الاسبانية بالافتراء والادعاء الكاذب وارتكاب اخطاء مهنية بحق وزير الخارجية المغربي مما دفع هذا الاخير الى اللجوء الى القضاء. وقال توماس باربولو موفد صحيفة 'الباييس' الإسبانية الى الرباط أن الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي اعترف، ضمنيا بوقوع حالات تعذيب في صفوف الصحراويين الذين اعتقلوا بعد تفكيك مخيم إكديم إيزيك الذي شيد على مشارف مدينة العيون للمطالبة بالسكن والشغل وفككته السلطات بعد عجزها عن انهائه بالحوار مع اللجنة المشرفة على المخيم التي قالت السلطات ان مؤيدي جبهة البوليزاريو سيطروا عليها. والتقى باربولو المسؤول المغربي في اطار زيارة للمغرب، لمتابعة تداعيات تفكيك المخيم، رفقة زميلته بصحيفة 'الموندو' آنا روميرو التي ابعدتها السلطات المغربية الاثنين في وقت تتصاعد فيه المواجهات بين السلطات المغربية والصحف الاسبانية، في ظل حملة اعلامية عنيفة متبادلة بين المغرب والمعارضة الاسبانية التي يمثلها الحزب الشعبي الاسباني ونظم بالدارالبيضاء يوم الاحد الماضي مسيرة شارك فيها 3 ملايين مغربي نددوا في موقف الحزب الاسباني من تطروات نزاع الصحراء وتحريكه لوبيات في البرلمان الاوروبي لاستصدار قرار يسيء للمغرب بشأن تفكيك مخيم إكديم ايزيك وتداعياته. وقال خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الاسبانية أن توماس باربولو، استعمل نفس 'أساليب التزييف الممنهج، والتركيز إلى حد الهوس، على الأحداث التي أعقبت تفكيك المخيم' وانه 'على الرغم من أسلوبه القائم على معاداة مبيتة للمغرب، أتيحت له فرصة إجراء حوار خاص مع وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، إشارة تعبر عن حسن نية الطرف المغربي، واختبارا جديدا لجريدة (إلباييس)'. وأضاف أن نتيجة هذا الحوار الذي دام لما يزيد عن الساعة، 'تأكد، بكل أسف، التوجه المعادي للمغرب في موضوع قضيته الوطنية الذي تنهجه هذه الجريدة'. وأكد الناصري أن الحجج الدقيقة والبيانات المفصلة والشروحات الكافية التي عرضها الوزير الفاسي 'جرى تجاهلها بكيفية سافرة، لأنها تهدم من الأساس أطروحة خصوم المغرب والموقف المنحاز لجزء من الصحافة الاسبانية التي تضلل الرأي العام ببلدها'. وقال إنه 'على العكس من ذلك، فإن الموضوع الوحيد الذي اهتم به باربولو، بكيفية مرضية، يتعلق فقط بالاتهامات الكاذبة المتعلقة بممارسات التعذيب المنسوبة للمغرب والتي نفاها وزير الخارجية في عدة مناسبات' وأن هذا 'لم يمنع الصحافي المذكور من أن ينسب لهذا المسؤول الحكومي تصريحات لم يفه بها'، من خلال الادعاء الكاذب بأن الوزير المغربي يكون 'اعترف ضمنيا بأفعال التعذيب'. واضاف الناصري 'إننا هنا من جديد، أمام افتراء خطير وخطأ مهني آخر متعمد لم يجد معه، وزير الخارجية بدا من اتخاذ قرار اللجوء إلى القضاء الإسباني في هذه النازلة'. طرد من العيون وقالت صحيفة 'إلموندو' الإسبانية، مساء الاثنين، أن السلطات المغربية طردت موفدتها الخاصة للصحيفة آنا روميرو وتم ترحيلها إلى مدينة الدارالبيضاء من مدينة العيون التي وصلتها رفقة توماس باربولو بعد قبول الحكومة المغربية طلباً من نظيرتها الاسبانية، للسماح بدخول اثنين من الصحافيين الإسبان، بعد قرار السلطات المغربية منع أي من الصحافيين الإسبان من ولوج المنطقة لاتهامهم بتغطية تطورات نزاع الصحراء بطريقة أحادية الجانب وانحيازهم لجبهة البوليزاريو. وقالت انا روميرو لوسائل إعلام إسبانية من بينها إذاعة كدينا كوبي التابعة للكنيسة أن الوضع من مدينة العيون في غاية الخطورة وأنها خائفة بعد تقفي خطواتها من قبل أناس مجهولين، مما دفع بها إلى الالتجاء إلى 'بيت إسبانيا' بالعيون. وطلب مدير صحيفة 'الموندو'، بيدرو خوتا راميريز، في وقت سابق من الحكومة الإسبانية ونائب رئيس الحكومة ألفريدو بيريث روبالكابا، ووزيرة الخارجية، ترينيداد خيمينيث، القيام بالخطوات اللازمة لضمان سلامة الصحافيين الإسبان بالصحراء. ووصف وزير الاتصال المغربي موقف الباييس والموندو ب 'السلوك المشين' الذي يؤكد 'التحيز المفضوح والانحرافات الخطيرة ' ضد المغرب. وقال الناصري قبيل اعلان قرار طرد الصحافية الاسبانية أنه بعد أن تحمل وبكثير من ضبط النفس، حملة ممنهجة للافتراء، والتلاعب والتضليل، وافق المغرب في بادرة تنم عن حسن النية، 'على الطلب الملح للسلطات الإسبانية'، وسمح بالدخول إلى مدينة العيون لكل من السيدة آنا روميرو عن جريدة 'إلموندو' وطوماس باربولو ماركوس عن جريدة 'إلباييس'، 'لتمكينهما من أداء مهمتهما الصحافية بكامل الحرية ودون قيود، وذلك على غرار وسائل إعلام أوروبية أخرى، تعاملت بموضوعية ودون محاباة'. واشار الى انه 'تمت مرة أخرى إساءة استعمال حسن النية المغربية'، حيث لم يتوقف الصحافيان الإسبانيان عن نشر سيل من الأكاذيب حول أحداث العيون، 'ورفضا عمدا الاعتراف بالأخطاء التي تم اقترافها أثناء معالجتهما للوضعية في مخيم إكديم إيزيك، قبل وأثناء وبعد تفكيكه من طرف سلطات الأمن'. وقال الناصري أنه 'عوض التقيد بمقاربة موضوعية تحترم المعطيات الثابتة والحقائق الساطعة حول عملية تفكيك المخيم، كما أبرزتها شهادات المنظمات غير الحكومية المتخصصة وذات المصداقية، الدولية أو الوطنية، ركز الصحافيان الإسبانيان، على الادعاءات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، في اتصال مع أعمال العنف الهمجية والتخريب الحقود للممتلكات العمومية والخاصة التي ارتكبت في مدينة العيون'. واضاف 'بل إن هيئتي تحرير الجريدتين المذكورتين 'وصلت بهما الفظاظة إلى حد رفض نشر التكذيبات والتوضيحات التي وجهتها لهما السلطات المغربية'. وأضاف وزير الاتصال المغربي أنه بعد تجاوزها بكثير لمدة الإقامة المتفق عليها، سمحت آنا روميرو لنفسها بأن تعلن 'أن سلامتها الجسدية مهددة، في الوقت الذي ترفض فيه بشكل غريب أن تغادر مدينة العيون' وان 'العبث' بلغ منتهاه بمطالبة المدير العام لجريدة 'إلموندو'، بحماية الدولة الإسبانية للصحافية المعنية، التي ارتأت مغادرة الفندق الذي كانت تقيم به، لتلجأ إلى 'دار إسبانيا' بمدينة العيون المغربية نفسها. وأعرب الناصري عن إدانة الحكومة المغربية بقوة ل 'هذا الموقف المستفز لجريدة (الموندو) ومراسلتها، المعاكس للممارسة المهنية الأخلاقية التي يتعين أن تتقيد بها كل جريدة تحترم نفسها'. وافاد ناشطون مؤيدون لجبهة البوليزاريو ان طلبة صحراويين بمدينتي العيون والسمارة اصيبوا بجراح بعد هجوم تعرضوا له بعدد من المدارس بالمدينة على أيدي متظاهرين كانوا يحملون العصي والهراوات والأسلحة البيضاء يرفعون شعارات مؤيدة لمغربية الصحراء وتندد بجبهة البوليزاريو. القدس العربي