بعد فيلمها القصير " طريق بإتجاه واحد" وفيلمها التسجيلي " بدون استثناء"علياء خاشوق في فيلم روائي طويل تحت اسمI WAS ONCE TOLD او ما سمي بالعربية "الاخر المشتهى" والذي عرض مؤخرا ولأول مره ضمن فعاليات مهرجان الرباط لسينما المؤلف الدورة 16 وسيشارك في مهرجان أفلام العالم في مدينة مونتريال بكندا. رغم ان الفيلم ينتمي الي سينما المؤلف ويتطرق لطرح فلسفي نفسي عميق على صعيد انساني ، الا انه يبقى فيلما واقعيا بامتياز ، قد تتقبله الجماهير لبساطته الظاهرة في التقديم رغم عمقه في حقيقة الامر ، وقد ترفضه رفضا قطعيا لانه يمس جوانب خاصه في النفس البشرية لا يقبل الجمهور الخوض في مكنوناتها وتفاصيلها . واسم الفيلم يدل على مضمونه، فلكل منا آخر في خياله يحلم به ويتمناه ويشتهيه سواء كان هذا الاخر مكانا أو منصبا او مالاً او حتى شخصا ، ولكننا نخشى في حقيقة الامر البوح به حتى مع انفسنا ، ومن هنا تأتي جرأة الفيلم ليس فقط كسيناريو يغوص في عمق العقل البشري وانما كصورة ايضا ، بدءا من الافيش المصمم للفيلم وانتهاء بآخر لحظة من لحظاته . واذا اردنا ان نجد تبريرا لمواقف تلك الشخصيات تجاه الاخر الذي قد يكون محرما او حتى صعب المنال ، لقلنا ان هناك آلاف التجارب التي تمر على الانسان منها تجارب حب ومنها خيبات امل وغيرها لا نستطيع ان نجد تفسيرا او حتى مبررا لها في الواقع ، تدور احداث الفيلم حول سيدة تمتلك مطعما صغيرا في كندا ، ويأتيها زوجان للعمل والاقامه عندها مؤقتا ، فيصبح هذا (الزوج ) صورة او بمثابه الاخر المشتهي الذي ربما قد عرفته سابقا وفقدته او لربما الآخر الذي كانت تحلم بلقائه . وعبر أحداث الفيلم تجري هذه السيده لقاءات حميميه مع هذا الشاب المقيم في الطابق العلوي من منزلها ، لنكتشف في النهاية ان هذه اللقاءات ماهي الا لحظات روحيه متخيله لدى هذه السيده الراغبة في الآخر وتنتهي بمجرد رحيل هذه ( الحلم) من منزلها، وكما تلك السيده فأن معظم شخصيات الفيلم تحلم هي الاخرى في الآخر ، وتقوم بطقوس لتتواصل معه عبر دوائر من الروح والعقل. ان هذه التجربة التي حققتها المخرجة علياء خاشوق في السينما الروائية تعتبر خطوة جديرة بالاهتمام لاسباب ، منها الجرأه في الخوض بمواضيع مازلت لدى البعض جزءا من تابوات محرمه لا يجوز البحث بمكنوناتها، وثانيا لانها استطاعت انتاج فيلم مستقل في ظروف انتاجيه اصبحت صعبة جدا ، وعن هذه النقطة بالذات بينت المخرجة (ان الفيلم ولو انه مصنف عربيا كوني مخرجة الفيلم ومنتجته ، فالحق يقال انه عمل كندي ،لان جزءا كبيرا من تكالبفه جاءت من اجور العاملين به والذين دعموا الفيلم بعملهم معي دون اجرا يذكر )ٍ. لمى طيارة ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة