ضمن منشورات الجمعية المغربية لنقاد السينما و في إطار لقاءات '' سينمائيون ونقاد'' يأتي مؤلف '' التجربة السينمائية للمخرجة فريدة بليزيد '' ليشكل خامس إصدار للجمعية في حقل السينما . الكتاب يؤرخ للقاء نظمته الجمعية على شرف المخرجة فريدة بليزيد يومي 25 و 26 شتنبر من السنة الماضية . ساهم في إحيائه خمسة نقاد مغاربة . أربعة منهم ألقوا عروضهم باللغة العربية وهم الأساتذة : - نور الدين محقق بدراسة عنونها '' شعرية الأسطورة في السينما المغربية '' ومحمد اشويكة بدراسة عنونها ب'' بالسينما والحكاية الشعبية '' و عز الدين الوافي ب '' الفيلم النسائي – فريدة بليزيد نموذجا '' أما مبارك حسني فقد ارتأى أن يعنون مداخلته ب'' فريدة بليزيد- امرأة في السينما '' و دون أن يحضر اللقاء اكتفي سعيد شملال بالحضور في المؤلف كتب عن '' المتخيل الحكائي في كيد النساء''. قبل هذه الدراسات يتضمن الكتاب تقديما بقلم رئيس الجمعية الأستاذ الناقد خليل الدامون وفيلموغرافيا مخرجتنا وبرنامج اللقاء للاستئناس والتأريخ أيضا . في عرضي الأستاذين محقق و اشويكة قراءة لشريط'' كيد النساء '' .الأول ركز على شعرية الأسطورة في السينما المغربية بينما رسم الثاني ملامح الاستطيقا المتبادلة بين الحكاية الشعبية و السينما . في نفس السياق تأتي قراءة الأستاذ سعيد شملال الذي يدخل بنا في إلى فضاء المتخيل الحكائي بين البعد الأسطوري و الراهن . ثم يتسع المجال في عرض الأستاذ عز الدين الوافي الذي قدم تصورا عن الفيلم النسائي ملقيا نظرة متأملة لعالم فريدة بليزيد دون أن يركز على عمل بعينه فقد تعرض لظاهرة اسمها فريدة مستفيدا من آرائها في الموضع طارحا رؤيته التحليلية التي لا تخلو من حصافة . وفي الأخير يأتي الأستاذ مبارك حسني بدراسة مقتضبة عن فريدة متجاوزا شريط كيد النساء الذي يفوز بحصة الأسد في استقطاب اهتمام الدارسين في هذا اللقاء مشيرا إلى الثراء الإبداعي عند مخرجتنا التي لا تكرر ذاتهاو إنما تسعى دائما إلى رسم صورة جديدة على مستوى المضمون والكتابة السينمائية . بطريقة تلقائية انطلقا هذه الدراسات من فضاء ضيق إلى فضاء أشمل . لشريط كيد النساء نصيب أيضا في الدراسات التي قدمها الأساتذة باللغة الفرنسية . نرى ذلك جليا في عرض الأستاذ حميد العيدوني الذي استطاع عبر هذا الشريط والشرطة الأخرى أن يرسم صورة شخصية لفريدة بليزيد المبدعة التي ترعرعت بالسينما و في السينما . بينما تتطرق الأستاذة فاطمة إغودان بعشق صوفي للكتابة السينمائية في المتخيل الشعري لدى فريدة بليزيد مركزة بدورها على شريط '' كيد النساء'' لكن كيد النساء هذا لن يبقى وحده في دائرة الاهتمام ,فهذا الأستاذ بوشتى فرق زيد يقدم دراسة سميولوجية متأنية و رصينة عبر تفكيك شفرات شريط '' باب السما مفتوح''. نفس الشريط سيكون موضوع بحث الأستاذة سوزان كاوش وهي باحثة أمريكية وجدت نفسها ذات شريط مفتونة بباب السما مفتوح لأنه فعلا مفتوح على فضاءات وجدانية وجودية و يشكل تصورا فلسفيا للوجود . أما الأستاذ مولاي ادريس الجعايدي فقد اختار السينما في سينما فريدة بليزيد و آثر أن يفكك ميكانيزمات شريط قصير دال عنوانه ''السطح '' .. الإطلالة على الإبداع . قبل هذه الدراسات يتضمن الكتاب مداخلة فريدة نفسها توقع فيها بإيجاز عشقها للسينما والناس كما توقع تطلعاتها وهمومها أيضا التي هي هموم فن بكامله . كنت أود لو تم إدراج دراسة مستفيضة تقدم بها الأستاذ محمد سكري عن عالم فريدة بليزيد الإبداعي في مجالات الصحافة والقصة والسيناريو والإخراج متناولا بالتحليل كل أشرطتها . إلا أن الكسل الأسطوري للأستاذ محمد سكري و تقاعسه في مد الجمعية بدراسته جعلت الكتاب يخرج إلى الوجود خديجا . الله يهديه . محمد صوف ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة