"صورة العرب والمسلمين في السينما العالمية" هي عنوان المداخلة التي ساهمت بها في الندوة العالمية التي نظمها مركز الدراسات والأبحاث لتصحيح صورة الإسلام بفاس الأسبوع الماضي حول "ظاهرة الاسلاموفوبيا وسبل التعامل معها". والحقيقة أن الندوة التي شارك فيها مشارقة وأوروبيون مسلمون وممثل عن الجالية المسلمة بفرنسا، كانت ذات أهمية كبرى من حيث انها تطرقت لموضوع حساس في وقتنا الراهن، ولكونها أيضا فتحت لنا الفرصة للحديث عن صورة المسلمين في الإعلام الغربي بصفة عامة و السينما بصفة خاصة، ولتحسيس المؤتمرين والجمهور الحاضر بضرورة التعامل مع السينما بجدية لتوظيفها من اجل تحسين صورتنا لدى الغربي خاصة العادي الذي لا يعرف عنا شيئا سوى الصورة السلبية التي يقدمه له إعلامه المسيس. فالدراسات الأخيرة اثبت أن الإعلام الأمريكي ينقل للشعب الأمريكي معلومات مغلوطة ومشوهة عن المسلمين، تفضي إلى أخذ انطباع سيئ عنهم. وخلصت الدراسة إلى أن 43% من المواطنين الأمريكيين لديهم شعور بالتحيز ضد المسلمين، وأن 53% لديهم انطباع سلبي عن الديانة الإسلامية، و63 % لا يعرفون الكثير عن الإسلام. كما أن أربع قنوات من أكبر القنوات الأمريكية تنقل مواضيع تتعلق بالإسلام بشكل سلبي وغير محايد، وتعتبر أن 60 % من المنظمات التي تمثل الإسلام مسلحة، ما يؤثر على رأى الجميع. وعلى الرغم من هذه الحقائق فقد أكد الدراسات أن انطباع الشعب الأمريكي عن العالم الإسلامي تحسن العام الماضي بعد خطاب أوباما. وهذا يبين أن السياسيين الغربيين لهم الأثر الكبير في علاقة الغرب مع الشرق. أما على المستوى السينمائي فالحقيقة أن صورة المسلمين صورة مشوهة وقاتمة في السينما العالمية التي تقوم بتشكيل عقلية الغربي و بتكوين ذهنيته واطر تفكيره. وقد زاد تشويه المسلمين بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر الذي وجدت فيه هوليوود المتصهينة الفرصة الكبرى للتخويف من المسلمين وثقافتهم، وتقديمهم كإرهابيين. وحسب دراسة جاك شاهين حول صورة العرب في السينما العالمية التي أنتجت خلال مائة عام حيث شملت الأفلام من 1896 إلى 2004 :95 بالمائة من هذه الأفلام تقدم صورة سلبية ضد العرب والمسلمين(وكذلك الفلسطينيين) وتهاجمهم هجوما عنيفا، و5بالمائة فقط من هذه الأفلام تقدم صورة محايدة عنهم، حاولت أن تستفيد من الإطار الأخلاقي في العائلة المسلمة، واقتبست بعض الرؤى التاريخية وكتابها لم يكونوا تحت التأثير اللوبي الصهيوني. بصفة عامة فالأفلام الغربية(الأوروبية الكولونيالية والحديثة والأمريكية والإسرائيلية التي عايناها) تقدم ما يلي : - الصورة النمطية العامة عن المسلمين : العرب راكبو جمال، يضعون نشافات على رؤوسهم، عبيد الرمال، القبيلة، البدو، الواحة،الصحراء، الحريم، الشيخ. (الشريط الشهير"الشيخ" (1923 ) الذي ابتدعت فيه هوليوود أول تقليد استشراقي. وقد أنتجه الصهيوني "جيسي لاسكي". - صورة العالم العربي: ساحة تنافس يعيش فيها الأبطال الغربيون مغامراتهم العاطفية، ألف ليلة وليلة، الجن، البساط السحري، الأميرات. مثلا أشرطة المخرج الفرنسي جاك سيفراك عن المغرب "روح البلد" (1928) و "الكونتيسة ماري"(1927)و "أبناء الشمس(1924). - صورة المسلمون: سفاحون، إرهابيون(شريط "أكاذيب حقيقية" 1994 لجيمس كامرون و "الإرهابي الباب المقبل2008 و"المملكة" 2008)، مغتصبون("اختطاف"(2008)، مضطهدون للمرأة(شريط"كلا بدون ابنتي"(1991)) الجهاد(شريط"الخائن"(2008) ، متطرفون("نبي" (2009)، الحرب المقدسة. - صور نمطية على الفلسطينيين: يحاولون تدمير "إسرائيل" وإغراقها في البحر مع شريط "الخروج" (1960) ، مفجرو طائرات وإرهابيون(خاصة مع الاشريط الإسرائيلية "ميونيخ" و"الأحد الأسود"(1977) و"اللحد"(2007)). - صورة الرجل العربي: شيخ بترول، ثري جدا، مسرف، يريد شراء أمريكا بماله(شريط "الشبكة"(1976) لسيدني لوميت يعرض للخطر الذي يواجه أمريكا: استيلاء العرب على التلفزيون الأمريكي بواسطة دولاراتهم النفطية)، طماع، قذر، غير متعلم(الشريط الشهير "لاورنس دارابي" (1962)للمخرج البريطاني دافيد لين)، غير أمين ، ديكتاتور فاسد، بربري، يكره اليهود والأمريكيين، قاس، مخادع، عصبي المزاج، غير عقلاني، يخطف النساء الشقراوات الغربيات ("لا تقل لا أبدا"(1983) عشيقة جيمس بوند تباع كجارية للعرب وشريط "اختطاف" 2008). وكذلك الأشرطة الكارتونية "علاء الدين"(صورة العربي المتوحش من خلال الجني). - أما صورة المرأة العربية فينظر لها على أنها مضطهدة من الرجال العرب والمسلمين، حريم مترفات، راقصات عاريات، سيدات جميلات يقعن في حب الرجل الغربي الذي ينقذهن من شر الرجل العربي، أسيرات المنازل، مخفيات عن العيون، غير متعلمات، بلا وجوه ولا شخصيات ولا أصوات. والأفلام في هذا الإطار عديدة لا يمكن حصرها هنا. فهل يعي المسؤولون والسينمائيون بخطورة الأمر؟ مصطفى الطالب ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة