طنجة والسينما والفكر التأملي : أية علاقة ؟ قال أرسطو طاليس ذات مرة : " إن التفكير مستحيل من دون صور " أرسطو هذا الفيلسوف الآتي من رحم بيت الحكمة والطب والفسلفة نابع أصله من تربة التأمل والتفكير، طبعا هنا نقطة التقاء الفسلفة بالسينما ، السينما أيضا فضاء للتأمل، فإذا كانت " أثينا " مهبط الفكر التأملي الأول وعاصمة حوض البحر الأبيض المتوسط الفلسفية، فإن المنطق سيجعل من طنجة بلا شك مع مرور الزمن عاصمة هذا الحوض السينمائية بامتياز، إنه ترنح لغة الحلم التي تسقى من معينها كل من الفلسفة والسينما . ببلوغها الدورة السابعة تكون اللجنة المنظمة لتظاهرة الفيلم القصير المتوسطي بطنجة قد حققت المبتغى وركزت برقم سبعة دعائم الفن السابع هنا بمدينة البوغاز حيث البوابة الكبرى للفكر التأملي وحيث لغة الحلم التي هي في نفس الوقت لغة هذا الكائن المسمى " السينما " ، لغة الحلم والتأمل هي ما يجمع الفن السابع وحوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تاريخ حضارات شعوب ناضلت من أجل غذ مشرق أفضل، سيكون عشاق ومريدو لغة الحلم ابتداء من يوم 12 وإلى غاية 17 أكتوبر 2009 على موعد مع كوكتيل من الأفلام الرائعة المنتمية لحوض يعتبر من أكبر الأحواض في هذا العالم، وسيجتمع ثلة من المهووسين بالصورة وبتجلياتها، وستكون الفرصة سانحة أمام كل المشاركين كي يشاهدوا أفلامهم سواء داخل المسابقة أو خارجها، المهم أن حلمه سيتحقق لا محالة. ولعل الملصق الذي تم اختياره ضمن مسابقة في الموضوع لخير معبر من خلال حمولاته على الشعور بنشوة التميز وتركيز أسس هذا المهرجان، إن من يمعن النظر في ملصق الدورة السابعة تتبين له العلاقة الكامنة بين هاته الدورة والصرخة النابعة من ملامح فم ذلك الإنسان المسمى " هرقل" في إشارة واضحة إلى التحرر والتعبير ،وتعتبر هاته المغارة التي استوحي منها ملصق الدورة، الموجودة في طنجة إحدى أكبر المغارات في إفريقيا حيث تمتد سراديبها ثلاثين كلم في بطن الأرض ونسجت حولها عشرات الأساطير التي يعود معظمها للتاريخ والفلسفة الإغريقية، وكما يلاحظ فهرقل هذا والذي لن يكون إلا إنسانا " أسطوريا " في نهاية المطاف يحتل وجهه فضاء نورانيا حيث الشمس تجسد عينه وحيث الضوء وحيث النهار، فهو يوجه صرخة كلها انعتاق وتحرر وانسلاخ ضدا على الظلمات والحصار والعبودية ، بأعلى صوت يقول " هرقل " لقاطني الظلمات : " نحن هنا أين أنتم ، ويقول لضيوفه الذين تحدوا تلك الظلمات " : لقد كنا أوفياء للفن السابع بالدورة السابعة، وإننا نراكم ونرعاكم، فهللتم أهلا وحللتم سهلا مرحبا بكم فأنتم الأحرار وأنتم الأبرار قولوا ما شئتم : فلنحب السينما ... ولنحب الحياة ". حسن مجتهد/طنجة في، 10 أكتوبر 2009 ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة