اختتمت النسخة الثامنة من الفيلم التربوي بفاس (المملكة المغربية) أشغالها مساء الأحد (19 أبريل2009) على إيقاعات جد مؤثرة ، بين المحتفى به الفنان القدير الحاج محمد التسولي ، الذي أفنى زهرة عمره كتربوي أولا ، وكمهووس بالمسرح والشاشة ثانيا. فقد صفق له الجمهور الحاضر طويلا ، في لحظات تفاعلية لن ينساها الحاضرون والمحتفى به على السواء ، لأنه كان الأجدر والأحق بهذا التصفيق ، " بعد أن خرج سالما من عالم الجنون " ، كما قال في حقه المسرحي عبد الكريم برشيد. " لم ينصفه الإعلام ولا النقد ، وجاءت هذه الالتفاتة لتعيد الاعتبار له ولتاريخه الفني الحافل" ، كما جاء على لسان أحد مريديه المخرج المسرحي محمد فرح العوان. مدينة فاس تشهد منذ أيام أعراسا ثقافية ، لكن هذا العرس التربوي كان بحق عرس الأعراس ، اختلطت فيه ملامح القصيدة (ياسين عدنان وآخرون) بصور معبرة لأطفال أعطوا للشاشة الصغيرة بسخاء ، وحضور نجوم الشاشة المغربية كالفنانة القديرة نعيمة المشرقي ورشيد فكاك وعدد من النقاد والمهتمين. أن تأتي المبادرة من فاس للاحتفاء برائد من رواد الصورة ورموزها مسألة طبيعية ، لأن البداية المسرحية الحقيقية كانت من فاس ، وتحديدا من ثانوية مولاي إدريس . لم يدم الانتظار طويلا ، ليطل المخرج المغربي سعد الشرايبي رئيس لجنة التحكيم ، التي كانت متكونة من: محمد الدرهم (فنان ومسرحي) ، صوفي حفيظة ، محمد الشوبي ومحمد عز الدين التازي ، معلنا ملامح الحصيلة النهائية ، التي بدت من عصرها أنها تفتقر في غالبيتها إلى غياب مكونات سينمائية حقيقة ، وعدم حضور العمل المتكامل ، وذلك راجع أساسا لغياب الوسائل والإمكانات ، مع الإشارة إلى عدم إدراج بعض الأعمال ضمن المسابقة ، بحكم تواجد مهنيين ضمن طاقمها الفني والبشري. وقد خرجت اللجنة بالتوصيات التالية : - اعتماد مكونات تربوية صرفة في الأعمال المشارك بها مستقبلا. - الاستعانة بالمحترفين للاستشارة في اختيار الممثلين دون أن يشاركوا في الأفلام . - تشجيع الاشتغال على الفيلم الوثائقي. - عرض الأفلام في كل الأكاديميات. - ضرورة تدخل وزارة التربية الوطنية ، لإدراج بعض الأفلام المتوجة في التلفزة المدرسية. وبعد ذلك فتح المجال للإعلان عن الأطفال المنوه بهم من قبل اللجنة ضمن الأفلام المشاركة وهم : - الطفلة تيهي عزيزة من أكاديمية تادلة أزيلال - الطفلة خولة بن عياد ممثلة أكاديمة تازة تاونات جائزة أفضل أداء نسائي ، أعلن عنه المدير الفني للمهرجان الدكتور عبد السلام المساوي ، وكان من نصيب : - فاطمة زيطان عن فيلم (اغتصاب الصمت) من أكاديمية طنجة نطوان -التنويه بالطفل العازف في فيلم (الظالم والمظلوم) من أكاديمة كلميمالسمارة - الطفل محمد ربيع من أكاديمية طنجة تطوان أفضل أداء ذكوري أعلن عنه الشاعر المتألق ياسين عدنان ، و كان من نصيب الطفل : - زكرياء الهلالي عن أكاديمية الشاوية ورديغة أما جائزة أحسن سيناريو فكانت من نصيب فيلم (هدر) أكاديمية وجدة جائزة الإخراج أعلنت عنها النجمة السينمائية مجيدة بنكيران ، وكانت من نصيب فيلم (مهاجر) من أكاديمية العيون بوجدور. وقد كان الكل على موعد مع الإعلان عن الجائزة الكبرى التي تحولت إلى مفاجأة كبرى ، فجاء قرار لجنة التحكيم بالإجماع ، أن لا فيلم يستحقها من أصل (15) فيلما. وقد كان التبرير منطقيا من لجنة التحكيم نظرا لعدم وجود فيلم متكامل ، تجتمع فيه مواصفات العمل السينمائي التربوي. - لذا فضلت لجنة التحكيم أن تحجب الجائزة الكبرى ، خوفا من تغلغل الغرور إلى بعض المخرجين الشباب ، وفي نفس الآن دعتهم إلى الاشتغال أكثر ، مع ضرورة الاستشارة مع مخرجين محترفين وكتاب سيناريو للرفع من القيمة التقنية لأعمالهم ، مع الإشارة إلى وجود أفكار مهمة وتصورات عميقة ، فقط تنقصها الرؤية السينمائية المتكاملة. في الأخير أكد رئيس المهرجان الدكتور حسن أمزيل : " أن هذه التظاهرة تتويج للمؤسسات التعليمية على المستوى الوطني ، لأن المهرجان هو لكل المغاربة وليس لمدينة فاس وحدها ، كما أن كل المشاركات تبقى تتويجا لجهتها حتى وإن لم تفز، يبقى فقط أن يتم تطويرها مع الأخذ برأي لجنة التحكيم" شاكرا الجميع ، فنانين ومثقفين وإعلاميين وداعمين ، ضاربا لهم موعدا في المهرجان المقبل. وقد ترك قرار لجنة التحكيم ردود أفعال متباينة في كواليس المهرجان ، بين معارض بحكم أن اللجنة تعاملت بحرفية مع هواة يفتقرون إلى أبسط شروط العمل ، وأطفال يتعلمون أبجدية العمل السينمائي لأول مرة ، فيما اعتبره الآخرون نقلة نوعية ، أدخلت المهرجان إلى الحرفية ، وأن اللجنة كما عبر عن ذلك رئيسها سعد الشرايبي ، كانت صادقة في قراراتها ، ولم تجامل أحدا أو جهة. وبين هذا وذاك أجمع الكل على أن المهرجان عرف نقلة نوعية هذه السنة. فاس : إدريس الواغيش ''الفوانيس السينمائية''