محمد بايزو : ذاكرة السينما المغربية الخبير في تصحيح الوان الأفلام السينمائية إطار بالمركز السينمائي المغربي بانتقاله إلى عفو الله تكون الساحة السينما المغربية قد فقدت إطارا خبيرا ، وواحدا من الرجال الذين ساهموا في التوثيق لذاكرتنا السينمائية، من مولاي إدريس زرهون كان مسقط الرأس في العام 1952، وفي مختبر المركز السينمائي المغربي كانت البداية كإطار متخصص في صناعة " تصحيح الألوان " ، جل الأفلام المغربية الرائدة تشهد له بالتدوين والتوثيق عبر آلة تصويره التي اشتغلت من دون كلل لتدوين اللحظات الجميلة وتوثيق اللقطات والمشاهد لجل الأعمال السينمائية المغربية والأجنبية في بلاطوهات تصويرها، تشهد له الذاكرة السينمائية المغربية كذلك بحضوره الوازن في كل دورات المهرجان الوطني للفيلم منذ دورته الأولى سنة 1982 وإلى حدود الدورة 2011 ، إلا أن المرض حال دون تواجده بالدورة 13 لسنة 2012، فقد كان موثقا رائدا لكل اللحظات القوية من افتتاح وإلى اختتام كل دورة بعدسته التي كان يقبض عليها باحترافية وبصدق، وبهاته الآلة كدس ألبومات كثيرة لجل المخرجين والممثلين سواء من داخل المغرب أو خارجه، دورات مهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي أيضا تشهد لمحمد بايزو بالحضور الوازن وبالتأريخ له عبر الصورة والحضور المسؤول. محمد بايزو - رحمه الله - كان فاعلا جمعويا محبوبا بشوشا مناضلا من أجل السينما وللسينما، فإليه يعود الفضل في تأسيس مجموعة من التظاهرات والمهرجانات التي لها صلة بالفن السابع، فهو يعتبر أحد مؤسسي مهرجان سينما القرية بمولاي إدريس زرهون بالمغرب.. كما يشهد له العمل الجمعوي بمساهمته العفوية والتطوعية في ترسيخ سلوك المواطنة الصادقة عبر نشر ثقافة الصورة من خلال تنشيطه لمجموعة من الورشات في مجموعة من المهرجانات كمهرجان سيدي قاسم ومهرجان تطوان .....، وفي مجال آخر فقد عمل كأستاذ بالمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، حيث درس جل المهن السينمائية إلى جانب تخصصه في تصحيح الألوان ETALONNAGE ، كما اختير كعضو في لجن تحكيم لمجموعة من التظاهرات السينمائية لإلمامه القوي بخبايا الصورة وبالتصوير الفوتوغرافي والسينمائي .
ثلة من المهتمين والسينمائيين والنقاد والصحافيين وعشاق السينما... تتبعوا مسار مرضه وكانوا يسألون عنه ساعة ساعة وعن اللحظات الحاسمة قبل وفاته ، الكل أدرك أن الرجل كان خدوما و خبيرا وطيبا وصامتا ونصوحا وإنسانا بكل ما تحمله هاته الكلمة من معاني الإنسانية، لقد فقدت فيه الصحافة المغربية المتخصصة مرجعا ودليلا لمادة توثيقية سينمائية اسمها : الصورة الفوتوغرافية السينمائية، وأكيد سيعود لها الجيل المقبل والذي يليه ثم الذي يليه ..... جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة التي كانت قد برمجت فقرة تكريمية في دورتها الرابعة المقبلة المزمع عقدها ابتداء من 29 غشت 2012 خاصة بالمرحوم محمد بايزو انزعجت لهذا الأمر الجلل ، أخبر قبل وفاته بهذا التكريم وقبله وثمنه بروح وبفرح شديدين، واليوم أعضاء هاته الجمعية وقفوا وقفة إجلال لقدر الله فلا راد لقدر الله، وسوف تكرم خلال دورتها عائلته وكل محبيه : رحم الله محمد بايزو ، وكلنا يتقدم بأحر التعازي لأسرته ولكل أطر وموظفي المركز السينمائي المغربي ولجميع أصدقائه، وإنا لله وإنا إليه راجعون . حسن مجتهد ( مهتم بالسينما ) خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة