ان نحكي بالصورة اليوم معناه ...اننا اصبحنا نمتلك وسيلة حداثية لها قدرة على صياغة منظومة قيم معينة ...ان الامساك بسر من اسرار الصورة هو امساك بسر من اسرار هذه العولمة في افق معرفة ماتسعى الى طرحه باشكال متعددة...ان فهم حكي الصورة اليوم وبلغة اهل الفقه فريضة الزامية على الجميع ان يدرك بنياتها وابعادها ...ولو باشكال مختلفة من هذا المنطلق وجب على كل المنظومات التربوية والثقافية والاجتماعية والفنية .... ان تدمج ثقافة الصورة في اهتماماتها ....احمق من يعتقد ان الصورة اليوم نافلة زائدة بل نقول ونحن في كل قوانا العقلية والنفسية...ان نشر ثقافة الصورة مدخل حقيقي لتحقيق طبيعة المجتمع المرغوب فيه...لتحقيق الانسان الحامل لمنظومة القيم المنشودة ...ان الصورة اليوم اداة /غاية اساسية وجوهرية ...من اللازم ان نحن اردنا السير وفق لغة العصر ..ان نوليها العناية اللازمة ...خصوصا في المنظومة التربوية عبر كل اسلاكها التعليمية والتربوية والتكوينة ...فلنتساءل ما موقع الصورة في اهتماماتنا التربوية والثقافية والعلمية ...سواء عربيا ام مغربيا ...هل استطعنا اليوم ان نصنع /نبدع صورة خاصة بنا نحن العرب ....كصورة نحاور بها الاخر ونصحح بها تمثلاته وتصوراته حولنا كعرب ...هل مدارسنا المغربية والعربية بشكل عام توظف الصورة في الافق المرغوب ووفق الرؤى الثقافية والرمزية المنشودة ...ما نسبة انتاج معرفة علمية على هامش الصورة التي نتلقاها وتحاصرنا باشكال متعددة في بيوتنا ومدننا وكتبنا وجرائدنا...ومنتوجاتنا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ...والشئ نفسه من خلال مايصدره لنا الاخر اننا اليوم في امس الحاجة الى تشغيل فهم الصورة في كل مناحي الحياة....ومن الصعب تحقيق ذلك بمعزل عن سؤال التربية والتكوين ...واقصد من الصعب ان نصل الى ماطرح سالفا ان نحن بقينا نفكر في الموضوع خارج اجواء المدرسة ...بل ان المدرسة هي المشتل الحقيقي لبناء صورة حقيقية عن الامنا/امالنا ...عن احزاننا /افراحنا ...عن كل الرغبات وعن كل اشكال وانماط الحياة التي نرغب في بنائها وفق ماتنهض عليه ذاكرتنا /افاقنا .من هذا المنطلق وجب التكرار والتاكيد على اهمية ادماج ثقافة الصورة في منظومات القول والتعبير والمعرفة ....والتربية هنا هي صمام امان وقنطرة مرور الى ماطرح من افكار في هذا المقال الذي ولدت فكرته على اثر ذلك اللقا ء التربوي والثقافي والعلمي الذي دار بيني وبين الباحثة والاستاذة والمسؤولة التربوية المقتدرة الفاضلة خديجة شاكر ...وما لمسته وعن قرب من رغبة في الدفع بسؤال التربية والتعليم والبحث ...الى مراحل من اللازم ان ينخرط فيها الجميع وان نتغيا تطوير مدرستنا المغربية العمومية التي علينا ان نعترف اننا ولدنا جميعامن رحمها وهناك اليوم من يتحمل مسؤوليات اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية وتربوية ورياضية ...كبرى وطنيا ودوليا ...وهو المتخرج من صفوف هذه المدرسة المغربية العمومية بكل اسلاكها ... الدكتور الحبيب ناصري