لم تمنع الأجواء المطيرة التي عرفها مساء يوم الأحد 20 يناير 2013 الجمهور الغفير الذي حجّ إلى قاعة الاجتماعات التابعة لبلدية تازة ، و ذلك لمشاهدة فيلم :" الوميض القاتل " لمخرجه الأستاذ المداني عدادي ، و قد ضاقت القاعة بما رحبت على المتوافدين مما اضطر ببعضهم إلى الجلوس بالبهو المجاور للقاعة الكبرى لمتابعة أحداث الفيلم المعروض لأول مرة ، و تجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلم غير مدعوم من أيّ جهة مانحة مؤسساتية كانت أو حكومية أو خاصة .. بل هو عمل تطوعي من جميع طاقمه الذي ضمّ أزيد من أربعين شخصا بين ممثلين و تقنيين و تلاميذ دون احتساب الوجوه التي عملت كومبارس بالفيلم ، كما جمع الفيلم بين عدة أجيال منهم الأطفال و الشباب و الكهول و الشيوخ ، فكان أصغر ممثل الطفل أناس بوعمر 11 سنة و أكبر ممثلة الجدة زبيدة الشراط 84 سنة ، بالإضافة إلى الجمع بين عدة طاقات و تجارب مختلفة ، حيث عمل جنبا إلى جنب الهواة و المبتدئون و المحترفون .. و على رأسهم الفنان المقتدر نور الدين بن كيران ، و البطل العالمي إدريس كوراد الملقب بدلاس ، و الوجوه الجديدة ، الفنان رشيد فناسي و الفنانتان مونية الدبي و نادية الودغيري ، و فئة تلاميذية من مختلف الأعمار ، و من وراء هذه الوجوه كان الطاقم التقني الذي أدار دواليب التصوير بكلّ تفان و اقتدار ، و في طليعتهم المصور جلال بوطوال و الموضب عبد الله آيت أغزال ، و الموسيقي أحمد الحزمي ، والفوتوغرافي الفنان خالد متوكل .. و الفيلم يعالج أخلاقية الصورة و خطورتها حينما تخرج من إطارها المسالم البريء إلى مجال الهدم و التدمير ، و إشاعة ما لا تُحمد عقباه ، خاصة في صفوف الفئة الشابة المراهقة ، و من لا يحسنون استعمال الأجهزة الإلكترونية التي أصبحت تخزوا كلّ بيت و أسرة و حي و شارع ، من حواسيب و إنترنيت و هواتف نقالة و برمجيات معالجة الصورة ... الشيء الذي دفع إلى إنتاج هذا الفيلم التربوي المتوسط ليكون لافتة تحذير و إنذار من مغبة الوقوع في شرنقة العبث بالصورة و جعلها في مسار فوضوي يؤذي الأبرياء ، و يشوه الوجوه و يسفه الأعراض . و كرؤية إخراجية استغل المخرج خلفيات الأحداث في الفيلم لاستعراض جماليات تازة الطبيعية ، و مفاتنها التاريخية الداخلية ، و التي عادة ما تغيب عن معظم الناس و خاصة من لا يعرفون عن مدينة تازة سوى أنها ممر بين الشرق و الغرب . المداني عدادي