فيلمي "الجامع" لداود اولاد السيد و "....فيلم" لمحمد اشاور الاكثر جدلا في الدورة 12 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة بين محمد اشاور المخرج الشاب و داود اولاد السيد ذو التجربة الغنية . او بين المسجد والفيلم يتقدم النقاش داخل قاعة فندق شالة متسائلا عن نوعية السينما التي نحن بحاجة اليها بعيدا عن التيمات التقليدية السابقة المنساقة وراء الواقع السياسي و الحقوقي غالبا . هي سينما يرى فيها المتدخلون من النقاد والصحفيين و الباحثين تستحق كل تقدير وبحث عن التوجه الجديد لعدد من المخرجين نحو كتابة جديدة تساءل في خطابها مواضيع خاصة جدا و بعمق اجتماعي تسبر اغواره الكاميرا مستعينة بتقنيي الاضاءة و اللون و التركيب الداخلي للصورة السينمائية بالرغم من كونها تبدو احيانا عادية جدا كما هو الحال في فيلم " الجامع" و "....فيلم" حيث ينساق الاول الى ديكور بسيط بل ديكور داخل ديكور كما الحال بالنسبة للمسجد المتنازع بصدده . البساطة كذلك قد تظهر في بساطة وشعبية وشعبوية خطاب الراوي في فيلم "...فيلم" الى حد القدارة . لكن اللغة السينمائية البسيطة هنا وهناك تعمق الطرح وتصيغ اشكالية الدين و السلطة كما يرى البعض في " الجامع" و واقع السينما من خلال مخرجيها وممثليها ... في "...فيلم" . تركزت تدخلات النقاش في فيلم داود اولاد السيد على الجانب التعبيري و التيمة المطروحة حيث لاحظ الجميع جدة الموضوع وبساطة اللغة العميقة . حيث الانتظار في هذا الفيلم كما فيلم " في انتظار بازوليني" . الانتظار الذي يستغله الفقيه و المقدم كرمز للسلطة وغيرهم . لكن الجيد في الفيلم غير ذلك حسب بعض المتدخلين الذين رأوا في الفيلم تلك الوثيقة السمعية البصرية التي تهدف الى الحفاظ على الموروث الثقافي كالختان و و بالتالي اهمية السينما ودورها التنموي خاصة بالقسم الجنوبي للبلاد حيث وصفه احد النقاد بمخرج سينما الجنوب و وصف هو نفسه نفسه بالمخرج المولوع بالسينما القريبة من الحياة وبالتالي يقر المخرج انه لا يمكن ان يخرج فيلما امريكيا حيث الصراعات من نوع خاص و المتابعات بالسيارات و بالتالي فالمخرج هو ابن الحي و الهدوء اي المصدر الكبير للابداع الذي يسمح بالكتابة بهذه الطريقة الهادئة الى درجة ان بعض النقاد وصف داود في اطار النكتة بكونه يضع الكاميرا تصور هكذا دون مراقبة وضبط . و الحوار الموجود بالفيلم كما يرد داود اولاد السيد لم تكتب ولو كلمة واحدة منه ولعل ابرز مثال يحتدى به هو الحوار الدائر بين الفقيه و صاحب الارض . اذ تمكن الممثل عبد اللطيف التحفي - بعد ان هضم الموضوع و الفكرة – من صياغة الحوار الذي بدى في الفيلم جد معبر و مقنع بالرغم من ان صياغة الحوار ليست بالعملية الهينة و مما يدل على دقة اقناع عبد اللطيف التحفي هو الدلائل التي صاغها حتى يبقى المشاهد نفسه بين هذا الاتجاه وذاك متدبدبا مترددا في حين ان موحا لن يقتنع باي دليل ومن اي طرف كان اذ يقرر في نهاية المطاف بالرغبة في هدم المسجد المذكور . لقد اقتنع اغلب النقاد بهذا الفيلم الى درجة اقتراحه للفوز بالجائزة الاولى رغم بعض الملاحظات المسجلة عنه كبطء وثيرة الفيلم و النهاية غير المقنعة كما يقول بعضهم . و العجيب في نقاش فيلم "...فيلم" انه اثار اعجاب المشاهدين اذ استعمل اللغة البديئة لكن وهو يتناول وضعية السينمائي من كتابة السيناريو و اختيار الموضوع ..... وهو ينتقل بين الابيض و الاسود ليسوق لنا قصة سينمائي شاب مهووس بالسينما الى درجة العزلة التامة عن اسرته و صراعه مع زوجته التي تقاسمه محنة السينما باعتبارها ممثلة . ويدور الحوار غالبا في الحانة من هنا يستمد المخرج اشاور شرعية خطابه الشعبوي الجنسي لغة وصورة . ومن المعبرين عن الاعجاب مجموعة من الفتيات اللواتي عبرن عن عشقهن للفيلم وخاصة ما ورد من تعبير وصور جنسية جد جميلة في نظرهن باستتناء رأي احد المتدخلين الذي لم يرى ضرورة لمثل هذا الفيلم . حسن وهبي/الدورة 12 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة