أثار فيلم "فيلم" لمخرجه محمد أشاور، ردود أفعال متباينة، في أوساط المتفرجين، الذين حضروا بقوة لمشاهدة الشريط أبطال شريط 'فيلم' وذلك أثناء عرضه الأول بمهرجان الفيلم الوطني بطنجة في دورته الثانية عشرة، التي ستختتم يوم غد السبت 29 يناير الجاري، بسبب تضمنه لمشاهد جنسية مجانية، وإدراجه لألفاظ ساقطة مستفزة ووقحة، لا تخدم موضوع الفيلم. واتهم الفيلم، الذي أخرجه، محمد أشاور، وشارك في بطولته رفقة فهد بنشمسي، وفاطيم العياشي، بشكل صريح، عجز السينمائيين المغاربة، الذين تكاثروا بفضل الدعم، الذي يقدمه لهم المركز السينمائي المغربي، عن الإبداع، مشيرا إلى أن المشكل الحقيقي للسينما هو السيناريو الجيد، والموضوع الخلاق. وانتقد الفيلم، الحاصل على دعم من المركز السينمائي المغربي، والذي تدور أحداثه حول مخرج يعجز عن إيجاد موضوع صالح لإنتاج فيلم سينمائي تتوفر فيه كل مواصفات النجاح، ووصف بشكل صريح بعض التجارب السينمائية المغربية، بالسطحية والقصور، خصوصا أفلام "كازانيكرا"، و"حجاب الحب"، و"ماروك"، و"سميرة في الضيعة". وفي هذا السياق، حاكى الفيلم في بنائه بشكل مشوه، فيلم "كازانيكرا"، حيث تدور أغلب مشاهده الليلية في "البار" وشوارع البيضاء الفسيحة، كما تضمن ألفاظا أوقح بكثير من تلك التي استعملت في فيلم نور الدين لخماري، ومشاهد جنسية مستفزة في إشارة إلى لقطة الروخ الشهيرة، كما حاكى فيلم "حجاب الحب" لعزيز السالمي، من خلال مشاهد جنسية بينه وبين البطلة، وأخرى تصور البطلة متحجبة، كما صور البطلة تمارس العادة السرية في الفيلم، محاكيا بطلة فيلم "سميرة في الضيعة"، وأشار إلى فيلم ليلى المراكشي "ماروك" من خلال مشهد التطبيع مع اليهود، الذي تضمنه الفيلم. وعلى مدى 70 دقيقة، لا تخلو من مشاهد مكررة، لعجز المخرج عن إنهاء الفيلم، الذي لا يستحق أن تتجاوز مدته 20 دقيقة على الأكثر، حسب بعض النقاد، وقع المخرج في فخ الالتباس، بحيث لم يتمكن المتفرج العادي من فهم الفيلم، فتارة نجد المخرج يشن حملة على المخرجين المغاربة، وينعتهم بأوصاف بذيئة، ويصفهم بالقصور الإبداعي والكسل، لاكتفائهم بالاعتماد على المشاهد الجنسية المجانية، للتربع على عرش "البوكس أوفيس"، والمشاركة في مهرجانات دولية، وأحيانا يلتمس لهم العذر، ويدافع عنهم بحجة أن الجمهور المغربي، هو من يشجع مثل هذه الأعمال، ويقبل عليها، وأي موضوع آخر غير الجنس، "السياسة، الدين"، قد يجلب له المتاعب، ويحكم على فيلمه بالفشل. ورغم أهمية الموضوع، الذي حاول الفيلم، تناوله، حسب بعض النقاد، الذين أكدوا أنه لا يمكن الإدلاء بحكم نقدي نزيه لأي فيلم، إلا بعد مشاهدته مرتين أو ثلاثة، فإن المخرج لم يقدم موضوعا، بل ظل يدور في حلقة مفرغة، بين مشاهد "اسكيتشية" لم تتجاوز ثلاثة ممثلين اكتفوا بالتقليد، والوقوع في فخ الإسفاف، والتمطيط، بتكرار العديد من المشاهد، لاستكمال مدة الفيلم، وهذا ليس غريبا على مخرج يخوض لأول مرة تجربة إخراج فيلم سينمائي طويل، بعد تجربة متواضعة في التلفزيون. تدور أحداث الفيلم، الذي شارك في تصويره العديد من التقنيين الأجانب، إلى جانب ثلاثة ممثلين فقط، هم المخرج محمد أشاور، والممثلان فهد بنشمسي، وفاطيم لعياشي، حول مخرج يبحث عن تحقيق ذاته، من خلال البحث عن السيناريو الأمثل لفيلمه الأول، يأخذ زوجته الممثلة وصديقه الممثل، أيضا، في رحلة للبحث عن موضوع جاد لفيلمه، من خلال العوالم الدفينة في مخيلته، مستعرضا بعض تجارب السينما العالمية والعربية والمغربية. من المتوقع أن يخلف شريط "فيلم" لمحمد أشاور، العديد من ردود الفعل أثناء عرضه للعموم، خصوصا من طرف الإسلاميين، الذين لا يترددون في محاسبة كل من يستعمل مال الشعب، على حد تعبيرهم، في أفلام تروج للفسق والفساد. وكان العديد ممن شاهدوا شريط "فيلم"، غادروا القاعة قبل انتهاء العرض، لأن الإفراط في الاعتماد على مشاهد جنسية مجانية، حسب رأيهم، لا يضيف للفيلم قيمة فنية بقدر ما يخلق صدمة لدى المتلقي، خصوصا في مجتمع لم يتعود على رؤية مثل تلك المشاهد في أفلامه الوطنية. وأضافوا أن اعتماد الجرأة المفرطة باسم الفن جنوح نحو السينما التجارية، التي تبحث فقط عن عائدات الشباك، موضحة أن التجارب الحالية أخطأت الطريق باعتمادها كلام الشارع والجنس، لأن الواقع مليء بهذه المظاهر، وأن المتفرج ليس في حاجة إلى إعادة تجسيدها.