تحتضن مدينة الصويرة معرضا للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "اليوم التالي.. ظلال التراث"، المقام على هامش أشغال الملتقى الدولي حول "المدن والتراث في البلدان العربية" المنظم مابين 26 و28 نونبر الحالي، بمبادرة من الجمعية المغربية للأركيولوجيا والتراث والمركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي إيكروم-الشارقة. ويشمل هذا المعرض المنظم بمتحف سيدي محمد بنعبد الله بمدينة الرياح، مجموعة من الصور التي تستعرض التراث الثقافي المدمر في ست دول بالشرق الأوسط، قبل وبعد تعرضها للدمار وذلك بهدف الكشف عن حجم الدمار الذي لحق بهذه المواقع. ويبرز المعرض، الذي يتضمن حوالي 76 صورة فوتوغرافية بالألوان وأيضا بالأبيض والأسود، الدمار الكبير للمباني ولعدد من المدن التاريخية التي كانت في السابق كنزا تراثيا وأصبحت حاليا مهجورة. وعلى الرغم من أن سلامة هذه الأماكن قد تأثرت، حيث الأنقاض على الأرض تلقي بظلالها على ما كان في السابق مبان تراثية، فإن حالة هذه المباني ومواقعها مازالت قائمة كشاهد على أصالة بقاياها. ويركز المعرض على ستة دول عربية كسوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن وفلسطين، ويقدم مواقع مختارة قبل النزاعات وبعدها لتوضيح مدى الضرر الذي لحق بهذه المواقع. كما يشكل وقفة تأمل بالنسبة للمجتمع الدولي والخبراء والمختصين في مجال التراث، من خلال عرض حالة المدن والمباني في سياقات ما بعد النزاع، بالإضافة إلى جعل هذه المشاهد تلفت الانتباه إلى أهمية التعاون الدولي الذي من الممكن أن يكون أكثر فعالية خلال مرحلة الترميم. وأوضح مدير إيكروم – الشارقة، زكي أصلان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فكرة إقامة هذا المعرض تجسد الإرادة في تمكين زواره من الوقوف على الحالة الحالية للمدن والمواقع التاريخية الناجمة عن النزاعات، والتي تصدعت وأحيانا دمرت خلال السنوات العشر الأخيرة. ويتعلق الأمر، يقولزكي أصلان، بتحسيس الجميع بأهمية المحافظة على هذا التراث وتضافر الجهود وتعبئة الامكانيات البشرية والمالية والتقنية للحفاظ على هذا الإرث الثقافي، معربا، من جانب آخر، عن سعادته بتواجده بالمغرب في إطار هذا الملتقى. ويهدف هذا الملتقى إلى تحديد العوامل الفاعلة والمؤثرة التي تؤدي لحفظ التراث العمراني في المدن العربية وإبرازه، وتشجيع التنوع الاجتماعي بهدف تشارك التجارب والخبرات، وتبادل مقترحات حلول للتحديات المشتركة، وعرض حالات دراسية من المنطقة العربية ترمي إلى الحفاظ على جودة الحياة في الأحياء والمدن التاريخية، باعتبارهما الطريق الأنسب للنهوض بالموروث الثقافي وتحقيق التنمية المستدامة. كما يشكل الملتقى فرصة لتسليط الضوء على مختلف المنجزات التي حققها المغرب، ومدينة الصويرة القديمة تحديدا، في مجال حماية وتثمين التراث الثقافي بمختلف أنواعه. ويتمحور هذا الملتقى حول مواضيع تهم الأطر المؤسساتية والقانونية التي تهدف إلى دمج الحفاظ على الأحياء والمدن التاريخية ضمن إطار التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين البيئة المبنية والطبيعية، وبناء القدرات العملية والمؤهلات الدراسية والجامعية وتشجيع البحث العلمي وتبادل المعلومات والتواصل الهادف، وتحقيق التشاركية والتعاون بين أصحاب المصلحة، وكذلك الأمر بين المؤسسات الدولية المختصة والخبراء ومدراء مواقع المدن التاريخية. ويشارك في هذه التظاهرة 16 دولة عربية ممثلة بالجهات والشخصيات الفاعلة في مجال حفظ التراث، لتقديم تجاربهم وحالاتهم الدراسية، إضافة إلى عدد من الخبراء الدوليين العاملين في هذا المجال، والأخصائيين البارزين في المغرب، وباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية من المغرب والعديد من الدول العربية. المصدر: الدار – وم ع