انطلقت، مساء أمس الاثنين، فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير، بحضور العديد من مهنيي السينما من المغرب والخارج، إلى جانب نخبة من الأساتذة الباحثين والطلبة الجامعيين عشاق الفن السابع. وتميز حفل افتتاح هذه الدورة، المنظمة في الفترة ما بين 9 و 14 دجنبر الجاري، بتكريم الممثلة المغربية أسماء الخمليشي، التي تعلقت بالفن وبالسينما منذ نعومة أظافرها ، والممثل المغربي الفرنسي كريم السعيدي، الذي شارك في إنتاجات مغربية وفرنسية، وبلجيكية، وألمانية، وسويسرية، وأمريكية. كما تم تكريم المخرج السينمائي الجزائري موسى حداد الذي انتقل إلى دار البقاء شهر أكتوبر الماضي، مخلفا وراءه مسارا سينمائيا محترما بتجارب وأفلام خالدة، وذلك في اعتراف من إدارة المهرجان بما قدمه هذا المخرج الذي شارك في مهرجان سينما الهجرة بأكادير سنة 2004، علاوة على تكريم الممثل التركي مراد داناجي الذي قام بتشخيص دور "وليد" في مسلسل "سامحيني". ويهدف هذا الحدث السينمائي إلى إبراز التنوع الذي يميز السينما المغربية، سواء في الشق المتعلق بالأفلام التي أنتجت في المغرب، أو التي أنجزها مغاربة العالم والتي تتناول تيمة الهجرة التي ما تزال من بين المواضيع الحارقة التي تشغل بال مختلف الفرقاء لاسيما في ظل المآسي المتكررة التي يشهدها حوض المتوسط من خلال الغرق المتكرر للمراكب التي تحمل المهاجرين السريين الافارقة. وفي هذا الصدد، أوضح إدريس مبارك، رئيس "جمعية المبادرة الثقافية" التي تنظم هذا المهرجان بمعية مجموعة من الشركاء والداعمين العموميين والخواص، في كلمة بالمناسبة، أإن المهرجان في دورته لهذه السنة يبقى وفيا لتيمة الهجرة، مشيرا إلى أن الدورة ال16 للمهرجان "تقترح على الجمهور لقاءات متنوعة وعروض كثيرة بالإضافة إلى ندوات وتكريمات". وأضاف السيد مبارك أن "دورة هذه السنة ستكرم سينما بلد صديق، ويتعلق الأمر ببلجيكا كبلد ذو رصيد سينمائي غني"، مبرزا أن اختبار هذا البلد "نابع من دينامية مهاجرينا المغاربة الذين ما فتئوا يؤثرون بشكل إيجابي في بلد إقامتهم". وأوضح أن "جيل الشباب المغاربة من السينمائيين البلجيكيين من أصول مغاربة شكلوا جزءا من اختياراتنا الرسمية للأفلام سواء القصيرة أو الطويلة في الدورات السابقة من المهرجان". وأشار مدير المهرجان إلى أن جمعية "المبادرة الثقافية تؤمن اليوم " بأن الوقت قد حان لتكريم هؤلاء الشباب وتقديمهم للجمهور والإعلام المغربي والإفريقي ، وذلك خلال هذا الحدث الثقافي الذي يؤكد حضوره ومكانته المتميزة بين المهرجانات ذات السمعة العالمية بفضل الجهود المتواصلة للمنظمين الذين يسعون إلى تحسين وتطوير مختلف أنشطة برنامج الدورة". من جهة أخرى، عرف حفل الافتتاح تقديم أعضاء لحنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل التي أسندت رئاستها للمخرج، الشيخ عمر سيسوكو، وزير الثقافة السابق في جمهورية مالي، والتي تضم في عضويتها الممثلة التونسية فاطمة بن سعيدان، والمخرج المغربي إسماعيل فروخي، والمخرج الفرنسي مانييل سانشيز، والمخرجة الإيطالية أناماريا كالون. كما تم تقديم أعضاء لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم القصير التي يرأسها المخرج والمنتج والسيناريست المغربي عبد السلام القلعي، والتي تضم كلا من الممثلة المغربية السعدية لديب، والمخرج والسيناريست الهولندي من أصل جزائري ، كريم تريديا، والمخرج والسناريست المغربي محمد الخميس، والكاتبة والممثلة اللبنانية دارين الجندي. وستعرف دورة هذه السنة مشاركة 10 أفلام في المسابقة الرسمية للمهرجان الخاصة بالأفلام الطويلة، في ما سيتبارى على الجوائز الخاصة بمسابقة الفيلم القصير 15 شريطا، فضلا عن بث أفلام أخرى من 20 دولة، وتتناول تيمة الهجرة من زوايا مختلفة. وضمن فقرة "باناروما" ستتاح لجمهور المهرجان فرصة مشاهدة بعض آخر الإنتاجات السينمائية المغربية متمثلة في ستة أفلام أنتجت مؤخرا ويتم بثها في مختلف صالات العرض بالمغرب ، من ضمنها شريط "كامبوديا" للمخرج طه محمد بن سليمان، والذي سيتم عرضه لفائدة المكفوفين بطريقة الوصف السمعي، وهي تقنية يتم اعتمادها لأول مرة في مهرجان السينما والهجرة بأكادير. وعلى غرار الدورات السابقة، تقترح البرمجة العامة للمهرجان "ماستر كلاس" ينشطه المخرج الفرنسي من أصول جزائرية رشيد بوشارب، حيث سيتقاسم بهذه المناسبة مع المستفيدين من اللقاء تفاصيل تجربة أربعة عقود من الاشتغال في مجال الفن السابع. ويقدم المهرجان، كما جرت العادة في الدورات السابقة، فرصة للشباب والمهتمين بالصناعة السينمائية للاستفادة من ورشات وتكوينات يؤطرها فنانون ومختصون من داخل المغرب وخارجه، بالإضافة إلى لقاءات أخرى حول السينما، من قبيل "الفن السابع وعلاقته بالأشكال الفنية الأخرى"، و"الصناعة السينمائية بالمغرب"، و"هجرات جنوب – جنوب"، و"الحق في الولوجيات بين الخطاب والواقع". وفي إطار انفتاح المهرجان على محيطه التربوي، وضع المنظمون برمجة خاصة بالتلاميذ تتضمن ورشات حول "عشق السينما" و"التوضيب الرقمي"، بالإضافة إلى عروض سينمائية عبارة عن أفلام قصيرة للمخرجين عزيز السلامي، وفريد الركراكي، وغزلان أسيف. وفي ما يتعلق ب" سينما القرب "، قررت الجهة المنظمة الاستمرار في الانفتاح على المناطق العميقة بجهة سوس ماسة، حيث برمج المهرجان أفلاما أمازيغية طويلة للمخرج مصطفى أشاور، الذي سيكون حاضرا بمعية بعض الممثلين المشاركين في هذه الأفلام خلال هذه العروض. يذكر ، أن المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير ينظم بشراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج والمركز السينمائي المغربي، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، وولاية جهة سوس ماسة، والمجلس الجهوي لسوس ماسة، ومجلس عمالة أكادير إداوتنان، والجماعة الترابية لأكادير.