هل تحلم بالاستمتاع بطعم السكر مع الحصول في الوقت ذاته على عدد قليل من السعرات الحرارية؟ هذا الحلم صار ممكناً منذ فترة بعد اعتماد هيئة الغذاء والدواء الأمريكية سكرا طبيعيا يُسمَّى "تاجاتوز"، لكن بقيت المشكلة التي حالت دون تسويقه وهي صعوبة تصنيعه، وذلك قبل أن يعمل فريق بحثي أمريكي على حلها من خلال استخدام أحد أنواع البكتيريا. يحتوي سكر " تاجاتوز"، على 38% فقط من السعرات الحرارية الموجودة في سكر المائدة التقليدي، وهو آمن لمرضى السكري ولا يسبب تسوس الأسنان. تواجه عملية تحويل "جالاكتوز" وهو سكر غير قابل للذوبان في الماء، يتم الحصول عليه بسهولة من الألبان والفواكه، إلى سكر "تاجاتوز" القابل للذوبان، بعض الصعوبات، إذ تصل عوائد عملية التحويل إلى 30% فقط. وخلال الدراسة التي نُشرِت في العدد الأخير من دورية "نيتشر كوميونيكشن"، أعلن فريق بحثي من جامعة "تاتفتس" الأمريكية عن طريقة مبتكرة لإنتاج سكر "تاجاتوز" باستخدام البكتيريا كمفاعلات حيوية في إنتاجه من "جالاكتوز". ونجح الباحثون في تحقيق عوائد وصلت إلى 85% بما يبشر بإمكانية الانتقال السريع من المختبر إلى الإنتاج التجاري، ليصبح هذا السكر متداولاً في المتاجر. ويسمى الإنزيم المفضل لصنع "تاجاتوز" من "جالاكتوز" (لارابينوز إيزوميراز- Larabinose isomerase)، ومع ذلك، فإن "جالاكتوز" ليس هو الهدف الرئيسي للإنزيم، وبالتالي فإن معدلات ومردود التفاعل معه قليلة، وفي أحد المحاليل، يكون الإنزيم نفسه غير مستقر للغاية، ويمكن أن يدفع التفاعل فقط إلى الأمام حتى يتم تحويل حوالي 39% من السكر إلى "تاجاتوز" عند 37 درجة مئوية (حوالي 99 درجة فهرنهايت)، وما يصل إلى 16% فقط عند 50 درجة مئوية (حوالي 122 درجة فهرنهايت)، قبل أن يتحلل الإنزيم. وتطلع الفريق البحثي إلى حل تلك المشكلة من خلال التصنيع الحيوي، باستخدام بكتريا "لاكتوباسيلس بلانتيريم – Lactobacillus plantarum"، وهي بكتيريا آمنة للأغذية، لتصنيع كميات كبيرة من الإنزيم والحفاظ عليه آمنًا ومستقرًا داخل حدود جدار الخلية البكتيرية. ووجدوا أنه عند استخدام البكتريا، استمر الإنزيم في تحويل "جالاكتوز" إلى سكر "تاجاتوز" ودفع العائد إلى 47% عند 37 درجة مئوية، وبعد أن استقر الإنزيم داخل جدار الخلية البكتيرية، زاد العائد إلى 83% عند درجة حرارة أعلى تبلغ 50 درجة مئوية، دون أن يتحلل بدرجة كبيرة، وتمّ إنتاج "تاجاتوز" بمعدل أسرع بكثير. ورغم أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتحديد إمكانية توسيع نطاق العملية بحيث تصل إلى التطبيقات التجارية، فإن الدكتور نيخيل ناير، الباحث الرئيسي بالدراسة، يقول في تقرير نشره في 22 نوفمبر، الموقع الإلكتروني لجامعة "تافتس"، إن "نتائجنا تثبت أن التصنيع الحيوي لديه القدرة على تحسين الإنتاجية، وقد يكون له تأثير على السوق البديلة للتحلية، والتي قدرت قيمتها شركة أبحاث متخصصة ب 7.2 مليار دولار في عام 2018".