ابتكر العلماء إنزيماً يحلل العبوات البلاستيكية الفارغة، وتم هذا الاكتشاف عن طريق الصدفة! ويمكن أن يساعد هذا الإنجاز في حل أزمة التلوث البلاستيكي العالمية من خلال المساعدة على إعادة تدوير العبوات، كما يقلل من احتياجنا للنفط. إنقاذ العالم من البلاستيك.. بدأ صدفة! ابتكر هذا الإنزيم الجديد، إثر اكتشاف بكتيريا تطورت بصورة طبيعية التهمت البلاستيك داخل صندوق نفايات في اليابان، عام 2016. هذه البكتيريا تعيش في ظل ظروف قصوى، ويمكنها تحمل درجات حرارة تتجاوز نقطة انصهار مادة PET والتي تبلغ 70 درجة مئوية، ومن المرجح أن تتحلل المادة البلاستيكية بسرعة تتراوح بين 10-100 ضعف عند درجة الانصهار. لذلك، قرر العلماء تحليل الهيكل التفصيلي للإنزيم ليبتكروا إنزيماً شبيهاً، قادراً على تحليل مادة البلاستيك PET (البولي ايثيلين تيريفثاليت) المستخدمة في تصنيع عبوات المياه، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية. وقد بدأت البحوث بتحديد الهيكل الدقيق للإنزيم الناجم عن الجرثومة اليابانية، ثم استخدم مصدر الضوء الماسي (وهي حزمة كثيفة من أشعة إكس تفوق درجة سطوعها 10 مليار ضعف سطوع الشمس) لتكشف عن الذرات المنفردة للإنزيم. سينقذ عالمنا من التلوث هذا الإنزيم يستغرق بضعة أيام لتحليل البلاستيك، وهذا ما يساعدنا على حل أزمة التلوث البلاستيكي، بحسب نتائج البحث الذي نشر بصحيفة إجراءات الأكاديمية الوطنية للعلوم. إذ يتم بيع نحو مليون عبوة بلاستيكية كل دقيقة في أنحاء العالم؛ وينتهي الحال بها -بعد إعادة تدوير 14% فقط منها- في المحيطات، وهذا ما يفسد الحياة البحرية ويضر بصحتنا بالتالي بتناولنا الأطعمة البحرية. حتى إننا قد ننقذ المحيطات والبحار من ملايين الزجاجات البلاستيكية الغارقة فيها الآن، إذ توقع العلماء إمكانية رش بكتيريا التهام البلاستيك يوماً ما على أكوام القمامة البلاستيكية الضخمة بالمحيطات لتنظيفها. لكن ماذا عن تقليل احتياجاتنا من النفط، كيف سيفعلها؟ دعني أشرح لك، البلاستيك يصنع من غاز الإيثيلين (C2H4)، وهو أحد مشتقات النفط، ولإنتاج البلاستيك نحتاج التنقيب عن المزيد من النفط، لكن هذا الإنزيم سيريحنا من هذا العناء. لأن الإنزيم يحلل البلاستيك ويحوله إلى مكوناته الأصلية، وعندها سيكون لدينا المادة الأصلية للبلاستيك لصنع بلاستيك جديد. أمر عجيب أليس كذلك؟ هكذا وصفها البروفيسور جون ماكجيهان من جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة، الذي قاد المجموعة البحثية لاكتشاف هذا الإنزيم، إذ وصفها بأنها "واحدة من المواد العجيبة"، بحسب موقع CNET الأميركي. لا تقلق.. هذه الإنزيمات ليست ضارة يتم استخدام الإنزيمات الصناعية على نطاق واسع في مساحيق الغسيل وإنتاج الوقود الحيوي. وقد تم تطوير سرعتها لتبلغ ألف ضعف السرعة الأساسية خلال سنوات. وبحسب القائمين على الدراسة، فإن الإنزيمات ليست سامة وقابلة للتحلل ويمكن إنتاجها بكميات كبيرة من خلال الكائنات الدقيقة. ورغم أنه لا يزال الطريق طويلاً قبل أن تتمكن من إعادة تدوير كميات كبيرة من البلاستيك باستخدام الإنزيمات إلا أنه اكتشاف رائع يفخر به العلماء، حتى إن باحثي جامعة بورتسموث وباحثي المعمل القومي الأميركي للطاقة المتجددة في ولاية كولورادو الأميركية تقدموا للحصول على براءة اختراع.