قُتل ستة مدنيين على الأقلّ بينهم أربعة أطفال الأربعاء جراء ضربات نفّذتها طائرات روسية على مدينة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأحصى المرصد مقتل "ستة مدنيين بينهم أربعة أطفال، في قصف طائرات حربية روسية استهدف مدينة معرة النعمان" في جنوب إدلب. وتوقّع مدير المرصد رامي عبد الرحمن ارتفاع حصيلة القتلى نظراً لوجود جرحى "في حالات خطرة". وشاهد مصوّر متعاون مع وكالة فرانس برس مسعفاً يُخرج جثة طفلة غطاها الغبار من تحت الأنقاض ويضعها في سيارة إسعاف. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، حيث تنشط فصائل أخرى معارضة وإسلامية أقل نفوذاً. وتؤوي إدلب مع أجزاء من محافظات مجاورة نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نازحون من مناطق أخرى. ونهاية أبريل، بدأت قوات النظام السوري بدعم روسي عملية عسكرية سيطرت خلالها على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي المجاور، قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية روسية – تركية في نهاية غشت. ورغم وقف اطلاق النار، تتعرض المنطقة بين الحين والآخر لغارات سورية وأخرى روسية، تكثفت وتيرتها مؤخراً، وتسببت بمقتل 110 مدنيين منذ نهاية غشت. ودفع الهجوم الذي استمر أربعة أشهر 400 ألف شخص إلى النزوح، كما ألحق الضرر بعشرات المنشآت الصحية والتعليمية. وأودى بنحو ألف مدني، وفق المرصد. وأكد الرئيس السوري بشار الأسد في 22 أكتوبر أن معركة إدلب هي "الأساس" لحسم الحرب المستمرة في بلاده منذ أكثر من ثماني سنوات، مشيراً إلى أن قواته مستعدة لبدء هجومها "في الوقت المناسب". وزار الأسد، وفق ما نشرت حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي، بلدة الهبيط في جنوب المحافظة، التي تشكل خط تماس مع مناطق سيطرة الفصائل الجهادية. وكانت تلك الزيارة الأولى له منذ اندلاع النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 370 ألف شخص ونزوح وتشريد نصف السكان داخل البلاد وخارجها.