اكتشاف جديد يبعث الأمل في نفوس الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي: تجربتان سريريتان نُشرتا في وقت واحد، الخميس 31 أكتوبر الماضي، في مجلتي " The New England Journal of Medicine" و " The Lancet"، أكدتا على الفعالية الفائقة لمزيج من ثلاثة جزيئات لعلاج التليف الكيسي، كما تقول صحيفة "لوموند" الفرنسية . العلاج الجديد، يمكنه علاج الشكل الأكثر شيوعًا (يحتمل أن يكون حوالي 90٪ من الحالات) المصابة بهذا المرض الوراثي، الذي يصيب الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي. ووفقا للصحيفة الفرنسية، منحت "إدارة العقاقير والأدوية" بفرنسا، وهي الوكالة المكلفة بالأدوية، ترخيصا لتسويق الدواء الجديد تحت اسم Trikafta، الموجود قيد الدراسة في وكالة الأدوية الأوروبية، تشير ذات الصحيفة. ويتأثر حوالي 70 ألف شخص في جميع أنحاء العالم بهذا المرض الوراثي، وخاصة الأوروبيين، وذريتهم في أمريكا الشمالية وأستراليا. التليف الكيسي يرجع إلى "تعديل تكوين المخاط الذي يفرز بشكل رئيسي من الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي. في المغرب العربي، وخاصة في المغرب، لم يكن هذا المرض منتشر، كما تقول ياسمينة توفيق بن شقرون، مشيرة الى أن مسحا وطنيا حول " التليف الكيسي " اجري لدى 43 حالة لأطفال مصابون بالتليف الكيسي في خمسة بلدان في المغرب العربي، وخاصة في المغرب، بين يناير 2005 وشتنبر 2016. وأشارت الى أنه "منذ تطوير أدوات التشخيص في المغرب، وخاصة اختبار العرق والبيولوجيا الجزيئية، لاحظنا زيادة واضحة في عدد الأطفال الذين تم تشخيصهم على مر السنين". وأضافت ياسمينة بن شقرون في حديث للنسخة الفرنسية لموقع "يابلادي"، لازلنا نعاني من نقص كبير في تشخيص الحالة بخصوص هذا المرض في المغرب. و نحن بعيدون حقًا عن أن نكون قادرين على القول إننا نتحكم فيه لأننا لا نملك في الوقت الحالي الخبرة اللازمة". من جهتها، عبرت Fenna Builler، رئيسة الجمعية المغربية للتليف الكيسي، عن أسفها لندرة وسائل تشخيص مرض التليف الكيسي، الذي لا يمكن القيام به إلا في مستشفيات الرباط والدار البيضاء، مبرزة أنه في جميع أنحاء المغرب، الدكتورة أمل حساني التي يوجد مقرها في مستشفى العسكري بالرباط، هي التي يمكنها الكشف عن المرض.