نبّه ائتلاف الأمراض النادرة بالمغرب إلى خطورة التليف الكيسي في الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، موردا أن هذا المرض الذي يؤثر على الجهاز التنفسي والهضمي والغدد العرقية يشكل عامل خطر للإصابة بفيروس "كوفيد-19" العالمي. ولفت بيان صحافي، توصلت هسبريس بنسخة منه، إلى أن هذا "المرض النادر يغيّر طبيعة إفرازات الجسم، ويؤثر بالأخص على الرئتين والبنكرياس، حيث يصبح المخاط سميكا جداً مع صعوبة في تدفقه، ما يوفر بيئة ملائمة لتكاثر الجراثيم، ويجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، خاصة على صعيد الرئتين، حيث تبدأ حينها الحلقة المفرغة التي فيها التعفن المتكرر، ليساهم بنفسه في تغير الإفرازات؛ ومن ثمة في تعفن جديد". وأوضح البيان عينه أن "انسداد قنوات البنكرياس بفعل سمك المخاط يحول دون وصول الأنزيمات الضرورية لهضم الطعام، خصوصا البروتينات والدهون من البنكرياس، إلى الأمعاء؛ ما يؤثر على امتصاص المواد الغذائية، مولدا مشاكل سوء التغذية وانتفاخ البطن والإمساك، ذلك أن اختلال البنكرياس يمكن أن يؤدي أيضا إلى إفراز غير كاف من الأنسولين مع ظهور مرض السكري الذي يتطلب أخذ الأنسولين". وتابع المصدر ذاته: "تتغير كذلك طبيعة إفراز الغدد العرقية، فيصبح العرق مالحا بسبب اختلال إفراز الأيونات المختلفة، وعادة هنا أول ما يلاحظه الأبوان خلال تقبيل الطفل، حيث يتسبب بمشاكل صحية كالجفاف"، مردفا: "التليف الكيسي يشخص من خلال اختبار العرق الذي يقيس كمية الملح؛ تحديدا الكلور في العرق". "التليف الكيسي مرض يستلزم التكفل الجيد، إذ خضع منذ سنوات في البلدان المتقدمة للرصد الدقيق عند الولادة؛ لكن في غياب هذا الدعم، تتكرر حلقات العدوى والانسداد المزمن للشعب الهوائية، ما يؤدي إلى تدهور هيكل الرئة.. ومع توسع القصبات وتليف الرئة، قد يحتاج المريض في الحالات المتطورة إلى عملية زرع الرئة؛ لأنها الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الحياة"، وفق البيان. وأشار البيان الصحافي عينه إلى أن "التليف الكيسي يؤثر على طفل واحد من بين 4500 ولادة، وعلى كلا الجنسين بالتساوي، حيث ينتج عن خلل في الجين المسؤول عن تصنيع البروتين الذي يتحكم بحركة الماء والأيونات (الصوديوم والكلور) وطبيعة المخاط، ثم ينتقل التليف الكيسي بطريقة متنحية، فالإصابة بالمرض تتطلب أن يحمل كلا الوالدين هذا الجين، ففي هذه الحالة هناك خطر انتقال المرض مع كل حمل إلى طفل من كل أربعة".