قال جان بول بوتيبو نائب رئيس قطاع المبيعات لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والمحيط الهندي بمجموعة "بومباردييه" الكندية لصناعة الطائرات، إن إطلاق "بومباردييه" لوحدة لتصنيع أجزاء الطائرات بالمغرب "قرار استراتيجي" عزز القدرة التنافسية والتشغيلية للمجموعة. وأضاف بوتيبو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في أشغال الجمعية العامة ال51 للاتحاد العربي للنقل الجوي "الأكو" بالقاهرة (5-7 نونبر) أن اختيار "بومباردييه" الاستثمار بالمنطقة الحرة (ميد بارك) بالنواصر (الدارالبيضاء) لإنتاج أجزاء الطائرات، "خيار واعد، نطمح من خلاله إلى جعل المغرب رافدا لصناعة الطيران في المنطقة وأحد قواعدنا التشغيلية والتصنيعية في العالم". وأشار إلى أن تواجد المجموعة ب (ميد بارك) "ينبع من قناعتنا بأن المغرب الذي أصبح بوابة لتسويق منتوجاتنا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، يتمتع بكافة المؤهلات للرفع من أنشطتنا الانتاجية والتشغيلية، إن تعلق الأمر بالبيئة الملائمة للاستثمار من قبيل الاستقرار السياسي والتحفيزات الضريبية، أو ارتبط بتحوله إلى منصة صناعية ملائمة بتوفره على خبرات وكفاءات مؤهلة وأحيانا ذات الاختصاص ويد عاملة ذات مستوى تكويني وتعليمي جيد". كل ذلك يضيف، نائب رئيس قطاع المبيعات بالمجموعة، ساهم في تعزيز قدرة المغرب وقابليته لاحتضان أرضية واعدة لصناعة الطيران ذات جودة ليس على المستوى الإفريقي والمتوسطي فحسب ولكن أيضا على المستوى الدولي. وقال في هذا الصدد، "حين أطلقنا مصنع المجموعة سنة 2013 بالنواصر ، كنا نتوفر فقط على 50 عاملا، والآن نتوفر على 500 مستخدم لهم تكوين ملائم"، مبرزا أن "النمو المرتفع لأنشطتنا التشغيلية، بحكم أن العديد من طائراتنا تصنع في النواصر، حتم علينا رفع عدد اليد العاملة إلى 800، وقريبا سنصل إلى 1000 ". هذا النمو وهذه الدينامية التشغيلية، يضيف، جان بول بوتيبو تؤكد أن "اختيارنا التواجد في المغرب لم يكن وليد الصدفة، وإنما يعزى إلى يقيننا التام بأن هذا البلد لديه ما يكفي من المؤهلات التي تجعله سوقا استثمارية وصناعية واعدة، بحكم أن أنشطتنا الانتاجية بالنواصر اصبحت تأخذ طريقها نحو النجاح". وكانت "بومباردييه" قد أطلقت مصنعها بالنواصر سنة 2013 باستثمارات تقدر ب 200 مليون دولار. وينتج المصنع المكونات الهيكلية للتحكم في قيادة طائرات رجال الأعمال من نوع "ليرجيت 70 و75"، والطائرات التجارية من نوع "سي.آر.جي". وتستفيد المجموعة من اتفاقيات التجارة الحرة بين المغرب والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والقرب الجغرافي من أسواق إفريقيا والشرق الأوسط، والإعفاء الضريبي والكفاءة المحلية. وتشهد صناعة الطيران في المغرب ازدهارا كبيرا، مع تدفق كبريات شركات صناعة الطيران العالمية على المنطقة الحرة (ميد بارك) بالنواصر من قبيل شركة بوينغ وسافران. ويراهن المغرب على أن يصبح مركزا اقليميا لصناعة الطائرات للارتقاء إلى صف الدول الصاعدة، في هذا الصنف الصناعي. وحسب وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، فإن قطاع الطيران في المغرب ، يتوقع أن يسجل، خلال الخمس سنوات المقبلة، نموا في حدود 20 في المائة سنويا. وتفيد معطيات رسمية، بأن الصادرات في مجال الطيران، تجاوزت خلال السنة الجارية 1,2 مليار دولار، في حين ارتفعت مناصب الشغل المحدثة بنسبة 50 في المائة، ما يمثل 15 ألف منصب شغل محدث. وتبحث الجمعية العامة ال51 للاتحاد العربي للنقل الجوي "الأكو"، بمشاركة مسؤولي قطاع النقل الجوي وخبراء صناعة الطيران في بلدان عربية وأجنبية، من ضمنها المغرب، عدة مواضيع أبرزها استشراف آليات تطوير صناعة الطيران في الوطن العربي . ويمثل المملكة في هذا الاجتماع، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية السيد عبد الحميد عدو. ويبحث الاجتماع عدة مواضيع من قبيل آفاق تطوير صناعة الطيران والاستجابة للكوارث الطبيعية والإنسانية، والفرص والتحديات التي تواجه شركات الطيران العربية. ويعقد رؤساء شركات الطيران العربية أعضاء الاتحاد، بالمناسبة، جلسة عمل مغلقة لبحث واتخاذ قرارات بشأن الشؤون الداخلية والإدارية الخاصة بالاتحاد والشؤون الإستراتيجية المشتركة بين الأعضاء. كما ينظم، بالمناسبة، منتدى الرؤساء التنفيذيين، لبحث الأمور الإستراتيجية لصناعة الطيران بمشاركة خبراء صناعة النقل الجوي في العالم. المصدر: الدار/وم ع