شركة «بومبارديي أيرونوتيك» الكندية المتخصصة في صناعة الطائرات تقرر تحويل الكثير من أنشطتها الإنتاجية نحو المغرب خلال الفترة القادمة. هذا ما أعلن عنه العملاق الكندي خلال ندوة صحفية عقدها أمس الثلاثاء بنيويورك خصصت أساسا للحديث عن الصعوبات التي تواجه مصنع الطيران الكندي والتي كبدته خسارة كبيرة قدرت بحوالي 4,9 مليار دولار حتى متم شهر أكتوبر الماضي. بومبارديي وعلى لسان جيم فوناسيس، نائب الرئيس والمسؤول الاستغلال والتحويل ببومبادري، أكد أن قرار تحويل بعض أنشطة المجموعة نحو المغرب ومصنعه، جاء في سياق حرص المجموعة الكندية على تقليص النفقات والحد من التراجع الذي تعرفه المجموعة في بعض أنشطتها، وكذا للتكلفة المعقولة التي توفرها هذه المصانع. في المقابل أوضح المسؤول أن المجموعة ستحتفظ بالأنشطة المعقدة خاصة في مجال الطيران والتي تسهر عليها وحدات المجموعة بكل من مونريال وبلفاست. وكانت بومبارديي افتتحت وحدة صناعية بالمنطقة الحرة ميدبارك بالنواصر نواحي الدارالبيضاءو وشرعت في الإنتاج مع نهاية سنة 2014. والتزمت باستثمار 200 مليون دولار في التجهيزات والعقار وتكاليف الانطلاق، بما فيها التكوين، متوقعة أن تخلق حوالي 850 منصب عمل مباشر في أفق سنة 2020. وتراهن بومبارديي من خلال قرارها تحويل أنشطتها إلى المغرب، إلى رفع مبيعاتها نحو الأسواق الدولية، وكذا الرفع من رقم معاملاتها وذلك بعد الدور الحيوي الذي يتوقع أن يلعبه المغرب في مجال صناعة الطيران بالمنطقة ومنه نحو أسواق أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط. و ينتج مصنع البيضاء حاليا عناصر هيكلية بسيطة، خاصة أنظمة التحكم في الطائرات من فئة «سي إر جي»، ويقوم بتجميع الجزء الخلفي من جسم الطائرة وخزان الوقود بالنسبة لطائرات الأعمال النفاثة ذات المفاعلين «ليرجيت 70″» و«ليرجيت 75». وارتباطا بصناعة الطيران بالمغرب دائما، اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز، أن صناعة الطيران المغربية، التي دخلت مرحلة جديدة من النمو، تشغل حاليا نحو 11 ألف و500 شخص من ذوي المهارات، وتحقق رقم معاملات من حيث التصدير قدره مليار دولار. ونقلت اليومية عن رئيس تجمع صناعات الطيران والفضاء بالمغرب، حميد بنبراهيم الأندلسي، أن هذا القطاع، الذي يحقق نموا سنويا قدره 15 بالمائة، يروم خلق 23 ألف فرصة عمل بحلول سنة 2020، ورفع قيمة الصادرات السنوية إلى 1,6 مليار دولار، وزيادة عدد المكونات المصنعة محليا.