في حدث ثقافي، جميع مئات الشباب من مختلف بقاع العالم، احتضنت مدينة باكو، عاصمة جمهورية أذربيجان، فعاليات المؤتمر الدولي للتعددية الثقافية، الذي ناقش هذه السنة موضوع " سبل تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات"، والذي نظمت على هامشه الجامعة الصيفية للتعددية الثقافية، بإشراف من رئاسة الجمهورية، والمركز الدولي للتعددية الثقافية، الذي سهر على تنظيم محكم لهذا المنتدى. هذا الحدث العالمي، الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة، سهر على تنظيمه المحكم منظمة "توحيد الكلمة بين الشباب في العالم"، و "مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية"، الذي سخر جميع امكانياته المالية واللوجيستيكية لضمان نجاح هذا الحدث العالمي، باشرف مباشر من رئيس الجمهورية، الهام عليف. وعقد خلال هذا المنتدى جلسات عامة تطرقت لسبل تعزيز الحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وكذا ورشات في مجال بناء قدرات القيادات الشابة لتعزيز التعددية الثقافية والدينية. إيرينا كونينا المشرفة على الدورة، أكدت في افتتاح المنتدى أن التعددية الثقافية لها عدد من النماذج في الحقبة الحديثة وتختلف هذه النماذج بعضها عن بعض حسب خصائصها"، مشيرة الى أنه على الرغم من وجود اختلافات بين النماذج الشتى للتعددية الثقافية فإن الدور الرائد في تشكل مجتمع متعدد الثقافات ودعم البيئة متعددة الثقافات خاص بالدولة. وأشارت المشرفة على الدورة الى أن التعددية الثقافية أصبحت نمط الحياة في أذربيجان، وتعايش ممثلي الأقوام والأعراق المختلفة في البلد في ظروف الأمن والأمان والسلام، يمكن للجميع ملامسته في الحياة اليومية. من جهته، أوضح مدير قسم مشاريع في "مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية"، عباس اسماعيلوف، في عرض تناول فيه نموذج أذربيجان للتعددية الثقافية"، أن غرض نموذج أذربيجان للتعددية الثقافية إنشاء انسجام ووئام للتعايش بين منتسبي مختلف الأديان والشعوب والأقوام عبر العالم »، مؤكدا أن هذا النموذج يقدم حاليا مثالا عبر العالم ويدرس في الوقت ذاته. وأضاف المسؤول الأذربيجاني، أن أساس سياسة التعددية الثقافية التي تحولت إلى سياسة دولة أذربيجان، وضعت معالمه وأسسه من جانب الزعيم العام حيدر علييف، وهي السياسة التي يشرف عليها حاليا الرئيس إلهام علييف، بنجاح. وأبرز أيضا أن « سياسة الدولة التي يتم تنفيذها في جمهورية أذربيجان المستقلة في مجال العلاقات بين الأقوام والدين تعتمد على معايير القانون الدولي والجذور التاريخية الغنية ما يجعل المجتمع الدولي يهتم بها. وقدم اسماعيلوف معلومات مفصلة حول فعاليات مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية الذي أسس بالقرار الجمهوري الصادر عن الرئيس الأذربيجاني، والمشاريع التي ينفذها »، مبرزا أن الاعمال المنفذة الرامية إلى حماية التعددية الثقافية والتسامح وتطويرهما تخدم لتسوية العلاقات بين الدولة والدين وفي الوقت ذاته للعلاقات بين الاقوام والأديان. وسهر المدير التنفيذي ل"مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية،" روان حسنوف، على ضمان نجاح هذا الحدث العالمي، حيث أشرف على مختلف جوانب المنتدى، والجامعة الصيفية، مؤكدا في حديث لوسائل الاعلام على التنوع العرقي والثقافي وتقاليد التعايش وبيئة التعددية الثقافية والتسامح السائدة في البلد. وأشار في خطابه الى أن "أذربيجان لكل شخص بغض النظر إلى انتمائه الديني والقومي يملك فيها حقوقا متساوية ويعيش في ظروف سلمية وينفذون تقاليدهم وعباداتهم أحرارا"، مشددا على أن "بيئة التسامح النادرة هذه تزداد قوة وسعة يوما لآخر بقيادة الرئيس إلهام علييف الحكيمة والبصيرة". وتميزت أشغال هذا المنتدى العالمي، والجامعة الصيفية لأذربيجان، بحضور شخصيات مهمة، يتقدمها مستشار رئيس أذربيجان للشؤون الدينية والاثنية، كما تميزت الدورة بزيارة المشاركين لمركز باكو الدولي للتعددية الثقافية، وعدد من المعالم الدينية والتاريخية والسياحية بمدن شاكي، أوغوز، غابالا، التي تجسد انفتاح أذربيجان على مختلف الأديان والثقافات والأعراق. وفي ختام المنتدى والجامعة الصيفية للتعددية الثقافية، نظم حفل عشاء رسمي حضره عدد من السفراء الاجانب، وسامي الشخصيات الأجنبية، تم خلاله توزيع الشواهد على المشاركين، والتأكيد على أهمية هكذا مبادرات في مجال تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان في عالم ما أحوجنا فيه الى مبادرات خلاقة لهدم الهوة بين المجتمعات والثقافات.