يقترب المغرب من الحصول على موافقة رسمية لشراء 32 طائرة مقاتلة من طراز F-35 Lightning II، وهي طائرة شبحية متطورة من إنتاج شركة لوكهيد مارتن الأمريكية. هذه الصفقة، التي يُتوقع أن تبلغ قيمتها حوالي 17 مليار دولار، ستجعل المغرب الدولة الأولى في العالم العربي وأفريقيا التي تمتلك هذه الطائرات المتقدمة من الجيل الخامس، مما يغير بشكل كبير التوازن العسكري في المنطقة. بدأت المفاوضات بين الجيش المغربي والإسرائيلي في السنوات الأخيرة، وتحديدًا بين عامي 2020 و2022، بهدف تأمين الموافقة على بيع هذه المقاتلات الأمريكية المتطورة. وتعتبر زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى المغرب في نوفمبر 2021 نقطة تحول هامة في هذه المفاوضات، حيث تم الاتفاق على التنسيق لتسريع عملية الموافقة الأمريكية على الصفقة. ويعتقد أن التوترات المستمرة في المنطقة، خاصة مع الجزائر ودعمها لجبهة البوليساريو، كانت عاملًا حاسمًا في اتخاذ هذا القرار الاستراتيجي من قبل الرباط. تمثل هذه الصفقة إضافة هامة لقوات المملكة الجوية، حيث أن طائرات F-35 تتمتع بقدرات شبحية تجعلها صعبة الاكتشاف من قبل الأنظمة الرادارية المعادية. وبالتالي، تعزز هذه المقاتلات قدرة المغرب على الردع أمام التهديدات الإقليمية، خاصة في ظل التنافس المتزايد مع الجزائر التي تسعى لتحديث أسطولها الجوي بطائرات حربية مثل Su-57 الروسية. ما من المتوقع أن تؤدي هذه الصفقة إلى تغيير في موازين القوى الجيوسياسية بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث سيصبح المغرب القوة الجوية الرائدة في شمال إفريقيا. كما ستمثل هذه المقاتلات خطوة هامة نحو تحديث الجيش المغربي الذي يعتمد حاليًا على طائرات من الجيل الرابع مثل F-16، مما يعزز من قدراته الدفاعية بشكل كبير في مواجهة أي تهديدات مستقبلية. إلى جانب صفقة F-35، أعلنت المملكة عن إدخال طائرات هليكوبتر هجومية من طراز Apache AH-64E إلى أسطولها الجوي، في خطوة جديدة لتحديث قواتها المسلحة. هذا التطور، بالإضافة إلى تحركات أخرى في قطاع الدفاع، يؤكد التزام المغرب بتعزيز مكانته كقوة إقليمية ودولية، ليس فقط من خلال امتلاك أحدث المعدات، ولكن أيضًا عبر تطوير البنية التحتية لصناعة الطيران. تشير هذه التحركات إلى أن المغرب يسير في طريق واضح نحو تعزيز قدراته العسكرية الجوية والبحرية، مما يسهم في تحقيق استقرار أكبر في المنطقة ويعكس رؤية استراتيجية لمستقبل الدفاع الوطني.