المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة يفوز وديا على نظيره اللاتفي (2-0)    لا فرق بين عزيز غالي وإبراهيم غالي.. وجهان لعملة واحدة        معهد كابيتول يبرز الدينامية الدولية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس دعمًا لسيادة المغرب على صحرائه    الجزائر تتهم باريس ب"مخططات عدائية"    المكتب التنفيذي ل"الكاف" يجتمع بمراكش قُبيل حفل جوائز الأفضل في إفريقيا    البطلان المغربيان ياسين محسون وحمزة رشيد يفوزان بلقبيهما لبطولة إفريقيا للمنظمة العالمية للمواي طاي الاحترافية WMC بمدينة الدارالبيضاء    انتخاب ابن الريف البروفيسور سعيد حمديوي عضواً متميزاً في الأكاديمية الهولندية للهندسة    تعثر المشاريع وسوء التدبير.. تقرير يكشف اختلالات وكالة انعاش اقاليم الشمال    إسرائيل تقرر توسيع المستوطنات في هضبة الجولان المحتلة    هزيمة جديدة للمقاتل عثمان أبو زعيتر    ميسي هو من فرمل النزعة الهجومية لحكيمي … !    تقرير يكشف اختلالات برامج محاربة الأمية في المغرب    المبعوث الأممي يرفض الانتقام بسوريا    إسرائيل تعلن إغلاق سفارتها في أيرلندا    نجاة فالو بلقاسم: المغرب فاعل رئيسي في تجديد التعددية على المستوى العالمي    مناضلو الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالجديدة ينظمون وقفة إحتجاجية ضد قانون الإضراب الجديد    تهريب الحشيش من شمال المغرب يُطيح بشبكة دولية بين فرنسا وإسبانيا        حصيلة القتلى تلامس 45 ألفا في غزة    تجمعات عمرانية مشتتة تفتقر للخدمات الأساسية.. تقرير رسمي يؤكد فشل مشروع المدن الجديدة    "أساطير الريال والبارصا" تودع إنييستا    نادي "صن داونز" يتفوق على الرجاء    "أسبوع خسارة" في بورصة البيضاء    مقابل 80 درهما للكيلوغرام .. شركات إسبانية تزود أسواق المغرب باللحوم    إمام يتعرض لاعتداء بالسلاح الأبيض    من بينها طنجة.. المغرب يراهن على 4 مدن لتحقيق قفزة سياحية في 2025    مشهد اغتصاب يلغي عرض فيلم "لاست تانغو إن باريس"    الناقد المغربي إبراهيم الكراوي يفوز بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي    الحبشاوي وجمعون يؤطران لقاء موسعا مع مراسلي تطوان ونقابة العباسي تتعزز بانخراط سواعد جديدة    تقديم كتاب "التراث الثقافي لجهة الشمال الغربي" والغلبزوري يؤكد مواصلة دعم التعريف بالتراث الثقافي للمنطقة    وفاة الفنان المصري نبيل الحلفاوي    إيداع "هيام ستار" وزوجها سجن عكاشة بتهم خطيرة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    الملك محمد السادس ودوره البارز في قضية الصحراء.. تحولات دبلوماسية واستراتيجية في 2024    الحقيقة المسجونة بين المعلن والمضمر    ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 44976 شهيدا منذ بدء الحرب    الحسيمة..شركة "اليماني" تحتفي بحصولها على شهادتي الجودة والسلامة الغذائية        وفاة الملياردير إيزاك إنديك مؤسس إمبراطورية الأزياء "مانغو" في حادث مروّع        الحكومة السورية الانتقالية تطالب مجلس الأمن بإجبار إسرائيل على الانسحاب من أراضيها    نيويورك تايمز: بريطانية قضت يومًا واحدًا بأكادير في رحلة قصيرة بتجربة لا تُنسى بتكلفة لم تتجاوز 120 جنيهًا إسترلينيًا    المجلس الأعلى للحسابات يدق ناقوس الخطر بشأن منظومة التقاعد    بمعرضه التشكيلي "ريشة من المشرق بألوان المغرب.." الفنان خالد بريك يُبدع في مهرجان الإكليل الثقافي    استمرار لغز المسيّرات الغامضة" بالولايات المتحدة.. وترامب يدعو لإسقاطها    نافورة ساحة 9 أبريل بطنجة: رمز الإهمال وجمال ضائع    الشرع: سوريا غير معنية بصراعات جديدة    بريطاني أدمن "المراهنات الرياضية" بسبب تناول دواء    دراسة: الاكتئاب مرتبط بأمراض القلب عند النساء    ثورة طبية في اليابان .. اختبار عقار جديد يعيد نمو الأسنان المفقودة    باحثون يابانيون يختبرون عقارا رائدا يجعل الأسنان تنمو من جديد    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    الانفراد بالنفس مفيد للصحة النفسية    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معهد كابيتول يبرز الدينامية الدولية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس دعمًا لسيادة المغرب على صحرائه
نشر في الدار يوم 15 - 12 - 2024

في 10 ديسمبر 2020، شهد المشهد الجيوسياسي لشمال إفريقيا تحولًا كبيرًا مع اعتراف الولايات المتحدة رسميًا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. لم تكن هذه الخطوة الحاسمة مجرد نتيجة لمناورات سياسية عابرة، بل جاءت تتويجًا لسنوات من الحوار الاستراتيجي والدبلوماسية الدولية التي تتداخل فيها القوانين والسياسة والتاريخ والاستراتيجية. يمثل هذا الاعتراف علامة فارقة في ديناميات العلاقات بين القوى العالمية والدول ذات السيادة.
لم يكن الاعتراف الأمريكي حدثًا معزولًا، بل استند إلى تقييم عملي لمكانة المغرب المتنامية كفاعل إقليمي مستقر ومؤثر، يقوم على رؤية توازن بين المصالح العالمية وسيادة الدولة. وشكل هذا التحرك تحولًا من الحياد إلى الشراكة الاستراتيجية، حيث تم الاعتراف بقضية الصحراء ليس كقضية هامشية، بل كعنصر مركزي يعيد تشكيل النفوذ الدولي. لعبت الدبلوماسية المغربية دورًا محوريًا في هذا السياق، من خلال تقديم القضية بواقعية سياسية بعيدًا عن النزاعات الإيديولوجية.
تحت قيادة الملك محمد السادس، صاغ المغرب موقفًا دبلوماسيًا يوازن بين الانفتاح والتمسك بالشرعية الدولية، مما عزز سمعته كحليف يعتمد عليه في التحالفات العالمية. تستند هذه المصداقية إلى التزام المغرب بشراكات طويلة الأمد ومستدامة، بدلًا من الصفقات السياسية قصيرة المدى، مع التركيز على الاتساق الاستراتيجي والمصالح المشتركة.
لا يقتصر تعميق العلاقات المغربية-الأمريكية على الاعتراف بالسيادة على الصحراء. فقد أشادت الولايات المتحدة أيضًا بسياسات المغرب الاستباقية في مكافحة الإرهاب والدعوة إلى الحريات الدينية والإيديولوجية. لقد رسّخ النهج الشامل الذي يعتمده المغرب في الأمن، بما في ذلك تفكيك الشبكات الإرهابية والتعاون الدولي، مكانته كحليف رئيسي في تعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي.
كما أن التزام المغرب بالتسامح الديني والاعتدال حظي باعتراف دولي، مما جعل المملكة نموذجًا للتعايش السلمي بين مختلف المجتمعات الدينية. ويتضح ذلك من خلال مبادرات مثل تدريب الأئمة، مواجهة خطاب الكراهية، وضمان حرية العبادة للجميع.
دفع هذا الاعتراف العلاقات الأمريكية-المغربية إلى مستوى استراتيجي جديد، حيث أصبحت مكافحة الإرهاب والحريات الدينية محور التعاون. وقد تعززت هذه الشراكة من خلال التعاون الاقتصادي والعسكري والاستخباراتي. ويعد الاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل تجسيدًا لهذه الرؤية الاستراتيجية، مما سمح للمغرب بتحقيق أهدافه الجيوسياسية مع الحفاظ على مبادئه.
وفي أعقاب التحرك الأمريكي، قامت دول أوروبية مثل فرنسا وإسبانيا بتعديل مواقفها. فقد اعترفت فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في يوليو 2024، بينما دعمت إسبانيا خطة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب في عام 2022. يعكس هذا الفهم للدور الحيوي الذي يلعبه المغرب في تأمين الحدود الجنوبية لأوروبا، ومعالجة الهجرة غير الشرعية، وتعزيز التنمية في إفريقيا.
تعكس السياسة الخارجية للمغرب نموذجًا للنزاهة والاحترام للمعايير الدولية. فهي تتجنب فرض إرادتها أو التدخل في شؤون الآخرين، بل تركز على تعزيز الحوار والوساطة في النزاعات الإقليمية، مما أكسبها احترامًا كدولة دبلوماسية بارعة في سيناريوهات دولية معقدة.
يتجاوز نفوذ المغرب السياسة إلى مجالات الاقتصاد والأمن والدين. ومن خلال ريادته في المبادرات الإقليمية لمكافحة الإرهاب، والعدالة الانتقالية، وتعزيز الاعتدال الديني، أصبح المغرب لاعبًا محوريًا في تحقيق الاستقرار العالمي، معتمدًا على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
يشير الاعتراف الأمريكي، الذي أعقبته تأييدات أوروبية، إلى أكثر من مجرد انتصار دبلوماسي للمغرب؛ بل يبرز الأهمية الاستراتيجية للمملكة ونهجها في العلاقات الدولية تحت قيادة الملك محمد السادس. عزز هذا النهج دور المغرب في النظام الإقليمي، من خلال المزج بين الحزم السيادي والمرونة الاستراتيجية، بعيدًا عن الخطاب الشعبوي لصالح سياسة أكثر استدامة وفعالية.
*معهد كابيتول


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.