أدّى مرض مجهول إلى وفاة العديد من الأشخاص في مناطق نائية بالكونغو الديمقراطية، ما دفع منظمة الصحة العالمية للتدخل الفوري عبر إرسال فرقاً خاصة من الخبراء لدعم السلطات الصحية في البلاد. من جانبهم، يستعد خبراء المنظمة للتوجه إلى منطقة بانزي الواقعة في إقليم كوانجو بجنوب غرب الكونغو، بهدف تسليم الأدوية الأساسية ومعدات التشخيص للمساعدة في تحديد أسباب هذا المرض. في ذات السياق، أوضحت المنظمة أن الفحوصات المعملية جارية لفهم طبيعة المرض، مؤكدة أنها ستعلن تفاصيل إضافية فور توفرها. وفيما يخص هذا المرض المجهول، فتتجلى أعراضه في الصداع والسعال وارتفاع درجة الحرارة وصعوبة في التنفس، ثم الإصابة بفقر الدم، وهو ما يجسّد خطورة الوضع الصحي في المنطقة وضرورة التدخل السريع لفهم خلفيات المرض والحدّ من أعراضه، واحتوائه قبل الانتشار خارج البلاد. وبلغة الأرقام، فإن وزارة الصحة المحلية، أبلغت حتى الآن عن إصابة 394 شخصاً ووفاة 30 حالة، بمنطقة بانزي الصحية، وقد تعرض سكان الكونغو الديمقراطية خلال نونبر الماضي لمرض غير معروف آخر، أودى بحياة ما يناهز عن 143 شخصاً. من جانبها، قالت الدكتورة "ماتشيديسو مويتي"، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا: "هدفنا الأساسي هو توفير الدعم اللازم للأسر والمجتمعات التي تأثرت بهذا المرض"، مضيفة أنه يتم بذل كل الجهود الممكنة لتحديد مسببات المرض وفهم طرق انتقاله، مع ضمان استجابة عاجلة للحد من تأثيره. جدير بالذكر، أن ظهور أمراض غير معروفة ليس بالأمر الجديد، فقد سبق تسجيل حالات مماثلة في دول مثل كوبا والصين وروسيا، حيث بقيت الأعراض وأسبابها بقيت غامضة لفترة طويلة.