بعدما انتهت الحروب في شبه الجزيرة العربية وتم توسيع نطاق الإسلام إلى أراضي أبعد، كانت سنة 92 للهجرة تمثل نقطة تحول هامة في تاريخ الإسلام. في هذه السنة، انطلقت سفن الفتح نحو أوروبا الغربية، وجاءت الأندلس لتكون نقطة البداية لتلك الرحلة الجليلة التي استمرت لثمانية قرون متتالية، خلقت خلالها حضارة فريدة من نوعها، تُعرف بحضارة الفردوس المفقود. قاد الفتح المغربي طارق بن زياد وجيشه المكون من 12 ألف فاتح، وقد كانت غالبيتهم من البربر المحليين. بقوة وإرادة، كسروا عنفوان الجيش القوطي وسط المعركة، محققين فوزًا كبيرًا أدى إلى سقوط ملك القوط ومصرع قرابة 40 ألف مقاتل من جيشهم. بهذا الفتح الباسل، انطلقت الحياة الإسلامية في الأندلس بكل روعتها، حيث ازدهرت المنائر وترنمت الأذانات في سماء الأندلس، وتأسست حضارة إسلامية فريدة في هذا الركن الغربي من العالم. كانت هذه الفترة من التاريخ مليئة بالإنجازات العلمية والفنية والثقافية، حيث ازدهرت العلوم والفنون، وتبادلت الحضارات والثقافات، مما جعل الأندلس مركزًا للتفوق والتقدم. تاريخ الإسلام في الأندلس ليس مجرد سطر في كتاب التاريخ، بل هو حكاية عظيمة عن مجد وإبداع وتطور، تخلدها الأجيال القادمة باعتزاز وفخر.