أصدرت حكومة جنوب السودان بيانًا هامًا يوم السبت الماضي، حيث أعلنت عن قرارها بإغلاق جميع المدارس ابتداءً من يوم الاثنين المقبل، وذلك تزامنًا مع توقعات بوصول موجة حر شديدة من المتوقع أن تستمر لمدة أسبوعين. وفي ضوء هذا الإعلان، أوصت وزارتا الصحة والتعليم أولياء الأمور بالحفاظ على أطفالهم في المنازل خلال هذه الفترة، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة المتوقع وصولها إلى 45 درجة مئوية. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية لحماية الطلاب والمعلمين من آثار الموجة الحارة المتوقعة، وتحث الحكومة على الالتزام بالتعليمات والتدابير الوقائية المعمول بها خلال مثل هذه الظروف الجوية القاسية. وفي سياق متصل، هناك تحذير صارم من الوزارتين بمعاقبة أي مدرسة تخالف هذه التعليمات، حيث ستُسحب تراخيصها في حال عدم الامتثال، مع عدم تحديد مدة محددة لغلق المدارس، مما يعكس حرص الحكومة على سلامة المجتمع التعليمي. وقد لاقى هذا القرار استحسان العديد من السكان، حيث أشاد بيتر قرنق، أحد سكان العاصمة جوبا، بالقرار، مؤكدًا على ضرورة توفير بيئة مناسبة داخل المدارس من خلال توفير نظام تبريد مناسب. تأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الأحداث الطبيعية القاسية في جنوب السودان، حيث تعاني البلاد من تغيرات مناخية متقلبة، إضافة إلى الصراعات الداخلية وتداعياتها على الظروف المعيشية للسكان. وفي هذا السياق، أشار برنامج الأغذية العالمي إلى استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد، مع تقديم المساعدات اللازمة للمتضررين، مما يبرز أهمية التعاون الدولي في مواجهة تحديات البلاد وتخفيف معاناة السكان في ظل الظروف الصعبة التي تواجههم. لذا، فإن الخطوة الحكومية بإغلاق المدارس تعد خطوة استباقية حكيمة تهدف إلى حماية الطلاب والمعلمين وضمان سلامتهم خلال هذه الفترة الصعبة، وتؤكد على أهمية التحضير والتصدي للتحديات البيئية المتزايدة التي تواجهها جنوب السودان.