معركة الزلاقة، واحدة من أعظم الانتصارات في تاريخ الأندلس، وبصمة لا تنسى في سجل النصر والتحرير، حدثت هذه المعركة الباسقة في شهر رمضان سنة 479 هجرية، وقد جمعت شموخ الإسلام ببسالة الرجال لتكتب للأندلس صفحة جديدة من الفتوحات والتحرير. باستنجاد الأمير المعتمد بن عباد، بأمير المرابطين يوسف بن تاشفين، كان الهدف واضحًا، إنقاذ الأندلس من براثن تهديد جيش مملكة قشتالة، الذي كان يقوده ألفونسو السادس، ملك قشتالة وليون. عندما اصطف الجيشان للمواجهة في سهل الزلاقة، تحولت الأرض إلى ساحة معركة لا ترحم، حيث جرت بحار الدم بين الطرفين بقوة وشراسة. وفي زمن قصير، هزم الإسبان بشكل قاطع، وكانت هذه الهزيمة لهم ضربة قاسية، حيث تحطمت شوكتهم وهشمت آمالهم في السيطرة على الأندلس. بفضل هذا النصر، وبإرادة الله وتوفيقه، مد الإسلام بظلاله الرحيبة على أرض الأندلس لثلاثة قرون إضافية، مُحدثًا تغييرًا جذريًا في مسار التاريخ. فقد كانت هذه المعركة لحظة فارقة، ونقطة تحول في مسيرة الأندلس، حيث تأكدت استمرارية تأثير الإسلام في تحديد مستقبل الجزيرة الإسبانية، بعد أن كانت تتأرجح بين خيوط الحروب والصراعات وخيانات ملوك الطوائف.